12/15/2014

تهافت التكافت بين الحداثي و المحافظ : نموذجا برلماني اليوتوب




1.التغوط :

أن تتغوط حين تشتد بك فهو حق طبيعي مكفول للإنسان لا جدال فيه و لا خوض ، لكن الإنسان بفطرته السوية مذ قديم الأزل مارس هذا الحق في إطار السترة ، و فيما بعد إهتدى إلى تخصيص أماكن تفي بهذا الغرض ، فصنع لنفسه مراحيض يرتاح فيها ليمارس فيها حميميته بعيدا عن المتلصصين ، فكانت المراحيض بيتا للراحة إسما على مسمى .

2.الفعل الفاضح :

حتى المجتمعات البدائية في زماننا هذا ، لها ما يمكن أن نسميه إصطلاحا الضمير الجمعي أو القانون الوضعي الذي إتفقوا على مشروعيته دون أي سند عقلاني أو حتى ديني ، و هذه المجتمعات جرمت و إستنكرت ما إتفقت على أنه فعل
فاضح ، ناهيك عن المجتمعات المتحضرة التي تسيرها قوانين مضبوطة تقف في وجه كل فعل فاضح بمعاييرها.

3.العادات و التقاليد :

فلنضع النحل و الملل جانبا فيتبقى لنا العرف و هو ذاته ما إتفق عليه أعضاء مجتمع متحضر سواء ا بصحته أو خطأه ، هاته العادات و التقاليد تفرض نفسها بقوة التوارث و أية محاولة للتمرد عليها أو كسرها بشكل آني و عنيف تعتبر تهجما على قيم المجتمع المتبني لها.
و منه وجب على الأقل إحترامها كيفما كان الحال و أية محاولة للتغيير وجب أن تكون متروية أو ربما ترك الزمن يفعل فعلته فتندثر بعض هاته العادات و التقاليد بفعل التقادم .

4.المسؤولية :

عند الحديث عن المسؤولية فإننا نقرنها دوما بالمحاسبة ، فكل إنسان مسؤول فهو عرضة لها بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ، و منه فكل إنسان مسؤول عن أفعاله و أقواله لأنه أولا كائن عاقل و ثانيا لأنه فرد من المجتمع المحيط به.

5.خلاصة رقم 1:

التغوط علنا فعل فاضح حسب تقاليد و عادات البشر يعرض صاحبه بإعتباره مسؤولا عن تصرفاته إلى المحاسبة و الإنتقاد بكل روح رياضية.

6.فرقعة النائب البرلماني و شريط اليوتوب :

إنتشر قبل أيام قليلة شريط على موقع اليوتوب لنائب برلماني يمارس العادة السرية أمام كاميرا حاسوبه المحمول ، مما دفع رواد الأنترنت إلي الإنقسام ؛ بين مستهجن لهذا الفعل بإعتباره فعلا مشينا لا يليق بشخص له مسؤولية عظيمة كأحد نواب الأمة ، هذا الأمر الذي يخرج من دائرة أعراف المجتمع المغربي المسلم ، فتعرض البرلماني لوابل من النقد و الطعون ، بينما إصطفت فئة أخرى للدفاع عن ما قام به تحت طائلة  الحريات الشخصية و ليس بإعتبارها فعلا فاضحا لأنه في نظرهم أغلب من قام بالإستهجان من فعله قد مارسوا فعلته سرا مرارا و تكرارا ، فبالأحرى بنا أن لا نحكم على الرجل من منطلق عادات و تقاليد  أكل عليها الدهر و شرب.
و بقدرة قادر تحولت هاته الفرقعة إلي جذلية بين الحداثيين و المحافظين حسب تصورات كلا الطرفين و أصبح هم كل واحد منهم هو الركوب على الموجة لتسويق رؤيته للمجتمع ككل.

7خلاصة رقم 2:

صديقنا البرلماني خرج عن صمته و صرح لإحدى المنابر الإعلامية الإلكترونية ، أن الشريط المنسوب إليه مفبرك و هو حسب قوله ليس إلا وسيلة لإبتزازه بسبب حساسية موقع المسؤولية الذي يتمركز فيه.
هذا التصريح هو إعتراف ضمني منه بإصطفافه مع من إنتقدوه ، فهو في معزل تام عن القيام بمثل هذا الفعل الفاضح ؛ و هو لو يؤكد ما نسب إليه و لم يدافع عن نفسه و حريته في ممارسة حق من حقوقه الطبيعية داخل بوثقة الحرية الجنسية ؛ و ها هنا يكون قد تنصل من أولئك الذين قاموا بالدفاع عنه بحسن نية أو لغرض في نفسهم.

8.ختام :



القانون لا يحمي المغفلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname