1.التغوط :
أن تتغوط حين تشتد بك فهو حق طبيعي مكفول
للإنسان لا جدال فيه و لا خوض ، لكن الإنسان بفطرته السوية مذ قديم الأزل مارس هذا
الحق في إطار السترة ، و فيما بعد إهتدى إلى تخصيص أماكن تفي بهذا الغرض ، فصنع لنفسه
مراحيض يرتاح فيها ليمارس فيها حميميته بعيدا عن المتلصصين ، فكانت المراحيض بيتا للراحة
إسما على مسمى .
2.الفعل الفاضح :
حتى المجتمعات البدائية في زماننا هذا ،
لها ما يمكن أن نسميه إصطلاحا الضمير الجمعي أو القانون الوضعي الذي إتفقوا على مشروعيته
دون أي سند عقلاني أو حتى ديني ، و هذه المجتمعات جرمت و إستنكرت ما إتفقت على أنه
فعل
فاضح ، ناهيك عن المجتمعات المتحضرة التي تسيرها قوانين مضبوطة تقف في وجه كل فعل
فاضح بمعاييرها.
3.العادات و التقاليد :
فلنضع النحل و الملل جانبا فيتبقى لنا العرف
و هو ذاته ما إتفق عليه أعضاء مجتمع متحضر سواء ا بصحته أو خطأه ، هاته العادات و التقاليد
تفرض نفسها بقوة التوارث و أية محاولة للتمرد عليها أو كسرها بشكل آني و عنيف تعتبر
تهجما على قيم المجتمع المتبني لها.
و منه وجب على الأقل إحترامها كيفما كان
الحال و أية محاولة للتغيير وجب أن تكون متروية أو ربما ترك الزمن يفعل فعلته فتندثر
بعض هاته العادات و التقاليد بفعل التقادم .
4.المسؤولية :
عند الحديث عن المسؤولية فإننا نقرنها دوما
بالمحاسبة ، فكل إنسان مسؤول فهو عرضة لها بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ، و منه
فكل إنسان مسؤول عن أفعاله و أقواله لأنه أولا كائن عاقل و ثانيا لأنه فرد من المجتمع
المحيط به.
5.خلاصة رقم 1:
التغوط علنا فعل فاضح حسب تقاليد و عادات
البشر يعرض صاحبه بإعتباره مسؤولا عن تصرفاته إلى المحاسبة و الإنتقاد بكل روح رياضية.
6.فرقعة النائب البرلماني و شريط اليوتوب :
إنتشر قبل أيام قليلة شريط على موقع اليوتوب
لنائب برلماني يمارس العادة السرية أمام كاميرا حاسوبه المحمول ، مما دفع رواد الأنترنت
إلي الإنقسام ؛ بين مستهجن لهذا الفعل بإعتباره فعلا مشينا لا يليق بشخص له مسؤولية
عظيمة كأحد نواب الأمة ، هذا الأمر الذي يخرج من دائرة أعراف المجتمع المغربي المسلم
، فتعرض البرلماني لوابل من النقد و الطعون ، بينما إصطفت فئة أخرى للدفاع عن ما قام
به تحت طائلة الحريات الشخصية و ليس بإعتبارها
فعلا فاضحا لأنه في نظرهم أغلب من قام بالإستهجان من فعله قد مارسوا فعلته سرا مرارا
و تكرارا ، فبالأحرى بنا أن لا نحكم على الرجل من منطلق عادات و تقاليد أكل عليها الدهر و شرب.
و بقدرة قادر تحولت هاته الفرقعة إلي جذلية
بين الحداثيين و المحافظين حسب تصورات كلا الطرفين و أصبح هم كل واحد منهم هو الركوب
على الموجة لتسويق رؤيته للمجتمع ككل.
7خلاصة رقم 2:
صديقنا البرلماني خرج عن صمته و صرح لإحدى
المنابر الإعلامية الإلكترونية ، أن الشريط المنسوب إليه مفبرك و هو حسب قوله ليس إلا
وسيلة لإبتزازه بسبب حساسية موقع المسؤولية الذي يتمركز فيه.
هذا التصريح هو إعتراف ضمني منه بإصطفافه
مع من إنتقدوه ، فهو في معزل تام عن القيام بمثل هذا الفعل الفاضح ؛ و هو لو يؤكد ما
نسب إليه و لم يدافع عن نفسه و حريته في ممارسة حق من حقوقه الطبيعية داخل بوثقة الحرية
الجنسية ؛ و ها هنا يكون قد تنصل من أولئك الذين قاموا بالدفاع عنه بحسن نية أو لغرض
في نفسهم.
8.ختام :
القانون لا يحمي المغفلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق