2/05/2017

الحلقة التاسعة آش جاب حماركم لاسبوع الفرس



سمع الأمير ما قاله الملك العظيم استشاط غضبا و إحمر وجهه ، وبعد ان خطرت بباله فكرة جهنمية تمكنه من القضاء على سلحمار نهائيا و الفوز بالأميرة الفتاة المهرة الجميلة و التربع على العرش.
إقترب الأمير من عمه الملك و همس في اذنه قائلا :
-  ما رايك يا عمي العزيز في فكرة تمكننا من التخلص من كبير الأذنين و إرضاء الاميرة.
شرد الملك قليلا يفكر في حال إبنته ، فباغته الامير قائلا ما رأيك يا عمي العزيز في ان نضع هذا الحمار في إختبار حتى يبرهن عن حبه المزعوم للاميرة فيكون مصيره الفشل فنطيح برقبته و
نطير غا ئطه في العلالي .
راقت الفكرة للملك الكبير و دورها في جمجته قليلا ، ثم امر عودان باشا بإحضار سلحمار بين يديه حالا بالا حيوا ابو الفصاد
.
و بعد قليل وجد سلحمار نفسه في بلاط الملك من جديد مكبلا محاطا بالحراس ، ذات البلاط الذي دخله يوما مستشارا معززا ،طلب منه الملك الجلوس بعد ان امر الحراس بفك وثاقه ، فجلس سلحمار و هو ما يزال مشدوها .
مرت ثواني من الصمت ثقيلة غاب فيها سلحمار ، حتى إستفاق على صوت يقول له : -- هل مازلت عند رغبتك في الزواج بإبنتنا
 قفز سلحمار من مكانه و بثباته المعهود اجاب: 
- عفوا يا مولاي اعذر وقاحتي فجوابي هو ما سمعته مني في سابق الآيام ، اجل ما زلت راغبا في الزواج من صاحبة العفة الاميرة المهرة الجميلة .

سكت الملك ثم اجابه فليكن لك ما تريد لكن بشرط.
- انا طوع بنانك يا مولاي و شروطك اوامر .
فقال له الملك : 
- بعد عشرة ايام ؛ سنقيم نحن جلالتنا الاسبوع السنوي للفرس ، حيث يجتمع فيه خيرة فرساني للتباري و إستعراض مهاراتهم ، فإن نجحت في هزيمة خيرة فرساني كان لك ما تريد و ازوجك إبنتي الاميرة .
سمع سلحمار هذا الكلام و بدون تفكير اجابه:
- حاضر يا مولاي فلتأذن  لي بالإنصراف حالا و ميعادنا بعد عشرة ايام في اسبوع الفرس.
فاذن له الملك بالانصراف، فإنطلق سلحمار ؛وصل خبرما يدور في بلاط الملك إلى مسامع الاميرة الفتاة المهرة الجميلة ، ففرحت و زقططت رغم صعوبة ما طلب من حبيبها ، لكنها كلها ثقة في مقدرة سلحمار على فعل المستحيل من اجلها

هامش:

نطير غائطه، يقال طار غائطه أي قضى و إنتهى أمره.

و بينما سلحمار ماض في حال سبيله إذ سمع صوتا يخاطبه : 
- لكن إن فشلت فسيكون نصيبك الموت يا حمار.
كان ذاك الامير ، ضحك سلحمار و اجابه مبتسما :
- مرحبا بك إذن في عرسي آ الواعر .
إنصرف سلحمار، و ظل الملك و ابن اخيه يتذكران و كلهما ثقة في إستحالة ان يعدو الحمار اسرع من خيرة الفرسان .
فما رايكم هل سينجح في هزيمة الفرسان.

بعد أن قبل سلحمار التحدي ، انطلق في طريقه يفكر في وسيلة تمكنه من تجاوز هاته العقبة التي وضعت في طريقه من اجل أن يظفر بقلب حبيبته الأميرة الفتاة المهرة الجميلة.
بعد مدة من التفكير قرر سلحمار أن ينطلق مباشرة صوب الجبل العالي من اجل الاستعداد جيدا ، فلما وصل باشر تمارينه بشكل قاسي و جدي ، فأصبح ينظم أكله بشكل متوازن ويطور من سرعته النهائية و قوة تحمله فابتدع تمارين العدو و وضع أسسها واستمر على هذا النسق يوما بعد يوم، يتدرب بالليل و النهار دون توقف وصورة ملهمته لا تفارق مخيلته؛ وكما عرف عن سلحمار الحكمة و الرزانة فقد وضع لتداريبه معاييرا علمية فعالة ، حيث يمكنني أن أقول وأنا مخرج عيني أن سلحمار هو أول عداء في التاريخ وجد مدربي العاب القوى و أول من وضع أسسها .
أما في الجانب الأخر ، كان الأمير لا يدع مجلسا إلا و يذكر فيه السباق المرتقب بين فرسان الملك و سلحمار ساخرا منه و طاعنا فيه ، اما الأميرة المهرة الجميلة مذ أن سمعت بالحدث وهي تمني نفسها بفوز حبيبها فيظفر بقلبها.
مرت الأيام تباعا و سلحمار معتكف في الجبل على تمارينه المتتالية حتى جاء اليوم الموعود ، أول يوم من أسبوع الفرس.
اجتمعت الأحصنة في المحصنيوم حيث اعتاد الملك الكبير أن يترأس بنفسه جميع دورات أسبوع الفرس فيراقب عن كثب جاهزية فرسانه ، و في نفس الوقت يستمتع ويبتعد عن تبجبيج السياسة و الحكم.
إبتدات المسابقات فاشتعلت المدرجات حماسا ، الجماهير كلها جاءت لمشاهدة السباق الموعود،أما الأميرة الجميلة فجلست بجوار أبيها الملك وبالقرب منهما ابن عمها الأمير، فقال مخاطبا الملك : 
- أتظن يا عمي ولو في خيالك ان ذلك الحمار قادر على هزيمة فرسانك الأشداء واقفل ضاحكا ، فرمقته الأميرة و قالت في نفسها انتظر و سترى ماذا سيفعل بكم حبيبي سلحمار.
انطلق سلحمار بعد أن جمع عدته و عتاده الرياضي صوب منزله فقبل يدي والديه ،لم تستطع والدته تمالك نفسها فأجهشت بالبكاء وترجته أن يهرب وينجو بنفسه فهو جحشها الوحيد.
فاجابها :
- لا تقلقي يا أمي العزيزة فانا لم اعتد الهروب من المواجهة ، وكوني متيقنة أنني سأعود و عروسي في يدي.
انطلق بعدها سلحمار يعد الخطى و يقوم بحركات تسخينية حتى وصل إلى المحصنيوم فدلف إلى مستودعات الملابس فإستقبله الحرس وألبسوه بزة السباق .
جاء موعد السباق المنتظر الجمهور كله حماس ، فبدا فرسان الملك يدخلون تباعا الواحد تلو الآخر يحيون الملك ويأخذون مواقعهم على الحلبة ، حتى دلف سلحمار فبدأت كلمات السب و الاحتقار تتهاطل عليه : يا كبير الأذنين ، ياحمار ماحازكش ،آش ذا آش دلامر آش دلخلا...
لم يعر سلحمار اهتماما لعبارات القدح محافظا على تركيزه و اخذ مكانه في حارته ، ثم بدا الفرسان في التغامز عليه ، فقال احدهم لماذا لانتركه يسبقنا بدورة ، والآخر يقول دورتين ،كل هذا 
وسلحمار لا يعيرهم أي إهتمام وكله ثقة في الفوز.
اعطى الملك إشارة إنطلاقة السباق ،
فكانت المفاجأة سلحمار في المقدمة يعدو ويعدو لم يصدق الجمهور ما يراه وكذلك الملك و حاشيته ، الفرسان يعدون بأقصى سرعة سلحمار مازال في المقدمة مطلقا ساقيه للريح ، إقترب منه احد الفرسان بحركة لولبيه عرقله وألقاه أرضا ، فقفزت الأميرة من مكانها خوفا على حبيبها ، سقط سلحمار و هو يرى الفرسان يتقدمون عليه و لهنيهة فكر في الاستسلام لكنه سمع صوتا قادما من بعيد :
- سلحمار حبيبي أرجوك إنهض لا تستلم.
كان ذلك صوت الأميرة الفتاة المهرة الجميلة لملم فراقشه ووقف وواصل العدو ، فبدأت حناجر الجمهور تهتف باسم سلحمار ؛ سلحمار سلحمار هو هو...
فإنطلق بسرعة خيالية اكتسبها نتيجة للتداريب التي خضع لها ، فلحق بالفرسان و تجاوزاهم و عبر خط النهاية و فاز بالسباق، صفقت له الجماهير كثيرا إحتراما له فتوجه صوب المنصة وعيناه على حبيبته مزهوا بفوزه ، انحنى أمام الملك قائلا : سيدي الملك العظيم لقد فزت بالسباق فعليكم الآن ان تفو ا بوعدكم لي .
حينها وقف الأمير و صاح في وجهه : 
- آش جاب حماركم لأسبوع الفرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname