12/02/2012

مغامرات جحا المغربي : جحا و كرة العفاريت



جلست انا و حماري أراقبه و يراقبني, فليس لدينا ما نأكله في هذا الجحر ، مختبئين فأنا أصبحت أخشى على نفسي من فتيان الفرنجة.
حينها حدق في و قال : جحا أريد رقائق البطاطس التي أطعمني إياها صديقي الصغير صاحب الأيباد, فأجبته: ويحك يا حمار, تتكبر على الشعير.
امسكت بنعلي فضربته على رأسه, حمار لعين أكل مرعى وقلة صنعة, فأجابني: أنت أتيت بنا إلى بلاد الفرنجة فما عسانا أن نفعل يا فهيم.
فأجبته: فعلا لقد أصابتك لعنة الفرنجة ,اصبحت حمارا وقحا لسانك أطول من أذنيك, سأحرمك من الطعام.
 فحذق في و قال :حتى تجد ما تأكله أنت.
نزعت عمامتي العزيزة ألمعها فهي أغلى ما أملك ، فكر يا جحا فكر يا جحا ، قررت أن  أستلقي قليلا و سأجد حلا فأنا جحا صاحب الحيل , بدأت أسمع صوتا غريبا إنه آت من معدتي إلتفت فلم أجد سوى الحلوى البغدادية اللعينة لن آكلها فهي حتما سبب كل هاته المصائب.
وجدتها سنذهب إلى السوق و نجد عملا و نربح بيه ما نشتري به قوت يومنا ، فالعمل عبادة.
نهضت صوب حماري وجدته مستلقيا و يدندن ، فنهرته إنهض يا زرياب زمانك العمل في إنتظارنا ، فأجاب سيمسكك فتيان الفرنجة ضاحكا, خسئت أنت و الفرنجة جحا لا يخشى أحدا, سحبته من أذنيه الطويلتين ، فصرخ حاضر يا جحا سأنهض.
ركبت على حماري إنطلقنا لنبحث عن شهبندر التجار,مشينا في طريق كانت اصوات عفاريتهم الحديدية تملأ المكان ,كيف تستحملون كل هذا, في الطريق لمحت أحدهم فسألته : عفوك يا سيدي إني أبحث عن السوق الكبير لأقابل شهبندر التجار فهلا دللتني و سأعطيك حلوى بغدادية.
حدق في بإستغراب قال; يا سيدي هل هربت من أحد أستديوهات ورززات أم ماذا? لم افهم ماقال اجبته :إنى أبحث عن شهبندر السوق الكبير.
فقال: شهبندر أنظر هناك ذلك المبنى الكبير إنه السوق ستجد هناك البشهندر, شكرته إسمه الشهبندر وليس بشهندر ، فقال :حاضر يا شقيف.
إنه فرنجي كسول عاقبته و لن أعطيه الحلوى البغدادية ، نغزت حماري لنواصل المسير صوب السوق الكبير.
مشينا على مهل فالسوق يبدو قريبا ، قلت لحماري: أسمعنا بعضا من الموشحات يا زرياب زمانك ,رغم أن صوتك يقطع الشعير من المنزل.
وصلنا إلى السوق, فعلا إنه بناء كبير يليق بشهبندر, فتقدمنا أنا وحماري صوب البوابة, فإعترضنا بعض الأشخاص ومنعونا من الدخول, يبدوا من ملابسهم أنهم عسس حتى الشرِطة تنكروا لملابسهم ، فسألتهم أين سيوفكم و خوداتكم يا عسس ، الم تعرفوني أنا جحا,
أين هو قائد العسس فأنا أريد مقابلة شهبندر التجار ، نهرني أحدهم قائلا معك تذكرة تدخل ليس معك إرحل دون مشاكل.
يبدوا أن مهمة الدخول إلى الشهبندر صعبة مع هؤلاء العسس الغلاظ ، فجأة سمعت صوتا يناديني إنه حماري ترى ماذا يريد,
تقدمت نحوه فقال لي ;أنظر أنظر يا جحا كلأ كثير ومرعى يا فرحتي ، قبحك الله أنت تأكل البرسيم و أنا ماذا سأفعل أنش عليك,
حككت رأسي برسيم في السوق و سمعت أصوات صفير تتعالى من الداخل ماهذا يا إلهي ، إلتفت نحو حماري و قلت له :ماذا سنفعل الآن?
قال لي: أمسك بأذني و تشبت جيدا و لا عليك ، ركبت على ظهره فإنطلق كالأسد فإخترقنا العسس عنوة و دخلنا إلى السوق.
فجأة كأن الدنيا مسخت, أناس جالسين في السماء, وعشب أخضر يركض فيه أناس في زي فرنجي فاجر, يجرون كرة يتقاذفونها, أين أنت ياشهبندر.
جن جنون حماري حين رأى البرسيم, فأسقطني من على ظهره, عليك اللعنة يا حماري تبيعني من أجل ربطة برسيم ، إختبأت وراء جدار أراقب, لقد أمسك العسس بحماري المسكين ويجرونه وسط قهقهات الفرنجة ، علي الإختباء حتى لا يراني العسس ماذا سأفعل?
فجأة سمعت اصواتا آتية من قريب ، احدهم يقول نحن بحاجة إلى لاعب وليس لدينا إحتياط فاللاعبين مضربون و رفضوا الحضور,
لم يكد يكمل كلامي حتى لمحني، حاولت الهروب فأمسكني من جلبابي نهرته ان يدعني وشأني, فرفض فإستدار نحو زميله وقال وجدت الحل, طلبو مني أن اقدم لهم خدمة ,فقلت :ماهي? بدأو يشرحون لي ,فقلت إلا عمامتي لن ألبس مثل الفرنجة أبدا ، فأجابني إذن سنسلمك للشرطة.
ترجيتهم إلا  العسس فلقد أمسكوا حماري و أوسعوه ضربا ، فأجابني احدهم إذن إفعل ما طلبناه منك و سنعيد إليك حمارك و لك منا هدية.
وافقت على مضض على أن لا أنزع عمامتي فقبلوا ، اعطوني نعلا غريبا و سروالا قصيرا لبستهم ، فقال لي احدهم فقط إجري وراء الكرة و حين تصادفها اركلها و إن كانت في السماء اضربها برأسك .
 لقد جن الفرنجة لكن ما عساي أن افعل ,في سبيل حماري رفيق الدرب سأفعل ما طلبوه مني ، و ماهي إلا لحظات حتى دخلت إلى حقل البرسيم بدأت في الجري فرغم سني المتقدم لياقتي ممتازة ،لم ار كرة العفاريت و لم اتمكن من لمسها حتى ,كنت منشغلا حتى لا تقع مني عمامتي, مر الوقت سريعا و انا اجري و انا اجري ، بدأو يسخرون مني فجن جنوني, سأنتقم يا فرنجة انتم و كرتكم العفريتية هاته, إنها قادمة نحوي في السماء ماذا سأفعل, أجل سأضربها برأسي, سترون يا فرنجة ماذا سيفعل جحا سترون.
إنطلقت كالسهم و قفزت عاليا امسكت بعمامتي فضرب كرة العفاريت برأسي ، ادخلتها إلى الشباك ,آي آي لقد إرتطمت بالعمود, فسقطت ارضا ضاع جحا آه يا رأسي آه, لقد ضيعوني الفرجنة ، و فجأة سمعت هتافا و صفيرا و فرحا كبيرا,حملني الفرنجة فوق اكتافهم, حاول فرنجي لعين تقبيلي فلسعته على قفاه و يحك ماذا تفعل ، رجل هناك يلبس الاسود اخد يصدر صفيرا, فجأة توقف الجميع عن الركض ,الفرنجة يحيونني شعرت بالفرح رددت عليهم التحية فعلا إنهم حمقى.
تقدم نحوي الرجلان سلما علي و شكراني ,و قالا بفضلك ربحنا المقابلة اطلب ما تريد ، اريد جلبابي و حماري الآن.
لك ما أردت أطلب شيئا آخر, اريد برسيما و آكلا و شراب و بعض الدنانير ، اجاباني لك كل ما تريد.
أعادوا إلي حماري حملنا الزاد والزواد, خرجنا إمتطيت حماري في الطريق قلت له :فعلا هؤلاء الفرنجة حمقى يجرون و راء كرة عفريتية.
فأجاب دعك منهم لقد حصلنا على زاد يكفينا لشهر ,كنت اتحسس آثار الضربة على رأسي فصفعته على قفاه تبيعني من اجل البرسيم تبا لك.
و إلى اللقاء في الحلقة القادمة.


هناك 9 تعليقات:

Comments System

Disqus Shortname