مغامرات جحا المغربي : جحا و الايباد

بعد سفر طويل قادني الى بلاد العراق وخصوصا بغداد, سفر جمعني مع جحا بغداد, لحسم لقب جحا بيننا, فأنا جحا المغربي الذي لا يشق له غبار.
كانت مهمة  سهلة قضيت بسهولة على جحا البغدادي, فحيله قديمة و مستهلكة لم تستطع مجاراة حيلي المغربية, فعدت سالما غانما انا وحماري, و عند مغادرتي اهداني جحا البغدادي كيسا من الحلوى البغدادية الفاخرة ,اعترافا منه بدهائي و مكري.
 ودعته على ان يزورني يوما بالمغرب, بدات رحلتي برفقة حماري الوفي نشق الفيافي والقفار, الروابي والسهول, نتسامر تارة اركب على ظهره وتارة احمله على ظهري, كان سفرا طويل حتى اقتربنا من دخول المغرب.

 آه كم اشتقت اليك يا بلدي لقد عدت منتصرا ؛ قررنا المبيت انا وحماري, امسكت بكيس الحلوى و قررت تذوقها تناولت قطعتين منها ,طعمها لذيذ حقا بحلاوة الانتصار على جحا البغدادي الفاشل, فلم اكد اكمل الثانية حتى احسست بثقل في جفوني, فغططت في نوم عميق ؛ حل الصباح فاستيقظت احسست بثقل في راسي, لم اعرف السبب بحثت عن حماري فلم اجده, لقد ضاع حمار جحا, لم افهم ماذا حصل ابدات احك عمامتي و امسك بذقني تارة, لاعرف ماذا سافعل فانا بدون حماري لست جحا, يا شماتة البغدادي في, اللعنة قررت ان اواصل المسير وحدي بحثا عن حماري الوفي, حتى وصلت اعتاب المدينة فكان ما كان.
 بدات في الصراخ ياالهي لقد دخل الفرنجة الى المدينة, اناس بدون ذقون يلبسون لباسا غريبا, تخلوا عن عمائمهم جلابيبهم, ما هذا يا الهي, اين حميركم يا ناس و اين بغالكم, لم ار سوى عفاريت حديدية , تخرج منها اصوات غريبة و دخان يركبها الناس , اصبت بلوثة.
 سألت الناس عن حماري, بدأوا يسخرون مني و يضحكون, لم افهم ماذا يجري ؛ تعبت من المشي, اين انت حماري اين انت, جلست في مكان بعيد, مرت بالقرب من عفريتة من عفاريت المدينة, بسرعة تفوق سرعة الخيل الاصيلة, فطارت عمامتي من فوق رأسي , لحقتها فتلقفها احد اولاد الفرنجة الصغار و هرب, تبعته مسرعا هات عمامتي يا ولد ؛استمر في الركض حتى وجدتني محاطا بجيش من الفرنجة الصغار, فاخدوا يلعبون بعمامتي و يصرخون العبيط اهو العبيط اهو ؛ ويحكم ساشتكيم الى قاضي القضاة, عليكم اللعنة اعطوني عمامتي,  تمكنت من نزعها منهم بشق الانفس وضعتها على راسي, وواصلت المسير كانت نظرات الفرنجة تلاحقني من بعيد يضحكون حين امر بجانبهم, استوقفت احدهم كان شعره طويلا و لحيته كثة, فسالته قائلا عفوك  يا سيد انا جحا و لقد ضاع مني حماري فهل رايته?

اخد يحدق في بذهول ثم ضحك و قال : انا علي بابا الم تر الاربعين حرامي استمر في الضحك و تركني وحيدا, اين انت يا حماري العزيز.

واصلت مسيري حزينا, فجأة لمحت آثار حوافر على الارض, عرفتها  انها حوافر حماري العزيز, اقتفيتها حتى وصلت الى المكان المعلوم, وجدته اخيرا انه حماري الاخرق, تعجبت حينها اذ وجدته مع احد فتيان الفرنجة مستلقيا على ظهره و يضحك ملئ أذنيه ,

لم امهله برهة, تناولت نعلي الجلدي فاشرته بها عليه ,خد يا كبير الأذنين انت هنا وأنا  ابحث عنك, ساحرمك من الشعير ولن تتناول سوى التبن.
 اجابني على رسلك يا جحا اقترب اقترب لترى ؛ اجبته فتيان الفرنجة قليلي الحياء سيسرق عمامتي هيا بنا نرحل, من هنا

فنطق حينها الصغير لا تقلق يا عمو جحا اقترب ؛ عجيبة يبدو انه فتى مهذب اقتربت منهما, فكانت الصاعقة.

فتى الفرنجة يحمل بين يديه عفريتا يتكلم و به شخص يشبهني, اطلقت ساقي للريح فتبعني حماري قائلا لا تقلق يا جحا,

عدت وجلست بالقرب منهما كنت استرق النظر الى فتى الفرنجة, يداعب العفريت باصابعه , فدهشت و قلت في نفسي الفرنجة طوعوا المارد, التفت نحوي الفتى و قال عمو جحا ساريك نفسك هاهنا ؛ فجأة جحظت عيناي انه انا و حماري بداخل العفريت, بدات اتحسس وجهي ما هذا, أما حماري اللعين فكان مستمتعا و يضحك ؛ فسألت الفتى ماهذا يا بني, فأجاب انه ايباد يا عمو جحا و هذا موقع اليوتوب.

نزعت عمامتي و قلت ايباد ايباد فهذا زمن العفاريت و حكم الفرنجة, التفت نحو حماري فصفعته على قفاه و قلت لقد ضيعتني انت السبب

هرب حماري يقهقه فتبعته و تبعنا فتى الفرنجة ؛ انه فعلا زمن العفاريت .