3/17/2017

الحلقة العاشرة اش يعرف الحمار فسكين جبير




في غمرة الإحتفالات بحي الحمير بإنتصار بطلهم الهمام سلحمار الذي رفع راسهم عاليا و مرغ انوف الاحصنة في التراب بان هزم خيرة فرسان الملك على مضمار المحصنيوم العتيد؛ اما في الجانب الاخر ساد البلاط سكون رهيب لم يكسره سوى فرحة الاميرة بدنو إجتماعها بحبيبها سلحمار، بينما ظل الملك الليل بطوله يفكر فيما سيفعله هل يفي بوعده مع سلحمار و هو ما يتنافى مع إرادته و حتي إن تم سيكون غصب عنو ، ام يرفض تزويجه بالاميرة و هو ما قد يقضي على إبنته التي لم تتعافى من صدمتها السابقة، اما سلحمار فبقي الليل كله يفكر في محبوبته و اللحظات تمر بطيئة لكن شيء ما كان ينغص عليه فرحته هاته.
حل الصباح و الملك مازال غارقا في تفكيره حتى دلف عليه إبن اخيه الامير فجلس بعد ان حياه فقال مخاطبا الملك : سيدي إني اعرف ما يشغل بالك و يؤرق تفكيرك لكن لا تقلق فالحل موجود لكل هذا.
رد الملك : فسر اكثر يا بني
فاجابه الامير حتى لا تتهرب

من تنفيذ وعدك و في نفس الوقت نمنع هذا الحمار الاخرق من الزواج بالاميرة، اطلب منه مهرا للاميرة مقداره قنطاران من سكين جبير ليس إليه سبيلا، فالحمير لا تملك الاراضي لزراعته، ثم تصدر امرا بتجريم كل من حاول بيعه إلى الحمير.
ابرقت الفكرة في ذهن الملك و فججته كثيرا و ماهي إلا لحظات حتى اخبره حاجبه بوصول سلحمار فامره في الحين بان يدخله إليه.
دلف سلحمار بخطوات ثابتة متوجها إلى الملك فحياه بتحية تليق بمقامه فطلب منه الملك الجلوس ثم خاطبه قائلا: سلحمار بعد ان فزت في السباق إستحق علينا ان نزوجك إبنتنا الاميرة الفتاة المهرة الجميلة فليكن لك ما تريده وأعلم ان مهر إبتنا غال و عليك دفعه حتى لا يقال ان الاميرة لم تتزوج بمن يليق بها.
فجابه سلحمار: كلامك على الراس والعين يا مولاي آمر و انا طوع بنانك.
فاجابه الملك: مهر إبنتي قنطاران من سكين جبير الخالص .
دهش سلحمار مما سمع فالذي طلب منه ثروة كبيرة لا قبل له بها ، لكنه إبتلع دهشته و اجابه بإبتسامة : كنوز الدنيا كلها لا تساوي مهر الاميرة يا مولاي، امهلني مدة من الوقت و آتيك بمهرها .
اجابه الملك لك من الان اسبوع بالتمام و الكمال.
طلب سلحمار الإذن بالإنصراف فحيى الملك من جديد ثم غادر إلى حال سبيله لتبدا قصة اخرى من جديد.
فلما غادر سلحمار البلاط ، صرخ الملك مناديا حاجبه فامره في الحين بإنجاز فرمان يمنع منعا كليا بيع سكين جبير للحمير و مصادرة كل غرام منه منهم دون هوادة ، وكل من خالف الامر يعاقب دون محاكمة.
فإنطلقت سرايا التفتيش عن سكين جبير ، تقلب منازل الحمير بحثا عن عن سكين جبير طوال اليوم و هو ما تناهى إلى علم سلحمار ففهم في حينها انه امام إمتحان تعجيزي اخر في فصول ملحمته مع محبوبته الفتاة

حل الظلام لم يستطع سلحمار النوم فخرج ليتمشى قليلا و يفكر في حل لما يواجهه و بينما هو ماض في طريقه مر بجماعة يجلسون متحلقين حول احد السادات " سيد الفرساوي" يتناولون لفائف الدوليبران الطبيعية و يغنون في تناغم شديد أهازيجهم : سيد الفرساوي لو ڤوكابيلير و جوسي بيان" ،"سيد الفرساوي فالدار كيلكومندار " " امراكش البهجة قليبي يتفاجا آلحبيب آيلي اههههه ايلي" ...
و بينما هم ينتشون بمقطوعاتهم الفشفاشية استمر سلحمار يرمقهم من بعيد، فجأة حمل احدهم حفنة من التراب و صاح قائلا: تصوروا معي لو أننا استطعنا تحويل هذا التراب إلى سكين جبير لكان بإمكاننا مساعدة السيد سلحمار في الزواج بحبيبته و أعطيناه بدل القنطارين ثلاث و أربع.
فرح سلحمار لما سمعه و كيف ان جموع المواطنين تحبه و تفكر في مساعدته و لم تقطع فرحته سوى صوت احدهم ينهر صاحبنا و يضحك منه قائلا: اجلس و شا، كون تحشم إيوا لا تكترشي الكلام اوا.
أدار ما سمعه سلحمار في جمجمته فانطلق مسرعا إلى منزله و شرارة الحماس تنطلق من عينيه.
فلما فتح سلحمار باب المنزل هرع مسرعا إلى قبو المنزل حيث توجد خلوته وماتزال دوما بها مكتبته النفيسة التي أفنى سنينا في تجميعها ، فانغمس فيها و شمر على ساعديه باحثا منقبا معتكفا لأيام بلياليها ، فتوصل إلى خلطة سحرية مكنته من تصنيع سكين جبير بجودة و مذاق الطبيعي فكان سلحمار هو واضع أسس الكيمياء في زمانه و المؤسس الحقيقي لهذا العلم القائم بذاته لينضاف إلى سيرته الذاتية المليئة بالإنجازات، فامضي ما تبقى له من مهلة في إنتاج سكين جبير حتى تحصل على القنطارين مهر حبيبته الاميرة، فحملها على متن عربته و انطلق صوب القصر يجرها.
و على أعتاب باب القصر لمح الحاجب سلحمار قادما يجر عربته فاندهش و لم يصدق ما رأى افعلا هو سلحمار و معه مهر الأميرة أم انه يجر شيء أخر و في غمرة تفكيره إنطلق الحاجب و دخل بين يدي الملك و اخبره بما يجري فامره الملك ان ينادي على الامير إبن اخيه ان يحضر بين يديه حالا فكان له ما اراد و ماهي إلى لحظات حتي حضر بين يديه فتبعه سلحمار بعد ان إستأذن الحاجب بالدخول فحيى الملك بادب ثم قال: مولاي قد جاء اليوم الموعود و ها هو ذا مهر ابنتكم المصون احمله إليكم و ما عليك سوى ان تتحقق من قيمته ووزنه، قاطعه الملك مخاطبا حاجبه امرا إياه بتفتيش الحمولة و فعلا تحقق من الاكياس فاشار برأسه للملك بإشارة فهم الاخير ان ما بي الاكياس فعلا سكين جبير ، لم يصدق الملك ما سمع فجلس مشدوها لف يفهم ما يدور حوله اما الامير فإنطلق صوب الاكياس فأدخل  فراقشه في إحداها فتذوق ما بداخلها فصاح في سلحمار بعد ان أيقن في قرارة نفسه انه فعلا سكين جبير: " اش يعرف الحمار فسكين جبير "!!!!!
ضحك سلحمار بعدما سمع ما قاله الأمير و قال في قرارة نفسه " شايلاه آ سيد الفرساوي مول القبة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname