4/07/2012

الحلقة الثامنة من السلطعون لوليني بعنوان نهاية المعركة



تنفس لوليني الصعداء وشكر رجليه على صنيعهما ثم وقف و قال الآن علي التحرك بسرعة لإصلاح هذا الأمر وإعادة الخطة إلى مسارها الصحيح.
أما الشحتوت فقد تسلل عبر سراديب القصر ليجد عربته في إنتظاره لم يفكر كثيرا خصوصا حين أخبره سائقه بما جرى لمساعديه أبو نبوت و عاشق التوت ، فأمر سائقه بالإنطلاق به و بمن تبقى من حرسه بعيدا جدا ، لم يستسغ الحوت الشحتوت هذه النهاية و هو الذي كان الآمر الناهي و الممسك بعصب بحر البحور ، فبعد أن كان سيد الأسياد يضطر الآن إلى الهروب ذليلا من غريمه السلطعون.


إنطلقت العربة مسرعة تمخر عباب البحر بسرعة جنونية فالوقت أمامهم ضيق فما إن يستيقظ لوليني من الضربة التي وجهها إليه الحوت حتى يشرع في البحث عنه في كل مكان.
تقدم لوليني يتبعه أبو لقمة و كاتيلولو نحو باب القبو حتى وصلوا باب القصر و معهم رجالهم ركبوا العربات و إنطلقوا عائدين صوب مقر مكتب لوليني فلما وصل بحث عن واسع الدراية فلم يعثر عليه هاتفه لا يرد ، فأخبره قائداه أنهما بدوريهما بحثا عن ولم يجداه.
جلس لوليني ليرتب أوراقه و ماهي إلا لحظات حتى فوجئ بالحاجب الملكي يدلف عليه رفقة بضع من الهرس المكي تعرف عليهم بلباسهم المميز ، تقدم الحاجب من لوليني فحياه و قال : سيد لوليني ملك الملوك يطلبك في التو و الحين فإقطع الشك باليقين و إتبعني فلدي أمر حزين لأخبرك به فكن ذو جأش متين .
وقف لوليني من مكانه : ما الخطب يا سيدي أنا حاضر معك في الحال و أن أتأخر في طلب مولاي من المحال.
أجابه الحاجب : لملم أغراضك وإتبعني وسأشرح لك في الطريق.
و في طريقهما أخذ الحاجب يروي للوليني ماحصل للملك الكبير و كيف أن مجهولا قد حاول إغتياله ثم لاذ بعدها بالفرار ، ظل لوليني ساكتا وبعد أن أنهى الحاجب كلامه أجابه : وأنا أيضا في جعبتي الكثير الآن وقد وصلنا إلى القصر سأروي كل شيئ لملك الملوك ، فالأمر جلل و حتما هناك خلل.
فلما وصلوا إلى القصر دخلوا تحت حراسة مشددة متجهين نحو جناح الملك الكبير و في طريقه تناول لوليني جهاز إتصاله ليحدث رجليه اللذين كانا قد كلفهما قبل مغادرته بتعقب الحوت الشحتوت و سد كل منافذ المدينة حتى لا يتمكن من الهرب.
كان أبو لقمة و كاتيلولو قد تحركا حينها فسيجوا المدينة و طوقوها بالكمائن فسدوا جميع المداخل و المخارج منها وإليها يوقفون كل مشتبه فيه على أمل العثور على الشحتوت  فعمت المدينة حالة من الفوضى الإضطراب لكن الرفيقين كانا يعرفان كيف يسيطران على الوضع بشكل جيد.
دخل الحاجب ولوليني على الملك في مخدعه الخاص فوجداه راقدا على فراشه فلما تقدما منه لمحهم الذي كان سارحا يفكر فيما جرى له ثم خاطبهم قائلا : أيها الحاجب أتركني ووزيري لوحدنا و لاتدع أيا كان يدخل علينا مهما كان.
أجابه الحاجب : سمعا و طاعة يا مولاي.
إنصرف الحاجب تاركا لوليني و الملك الكبير لوحديهما .
سكت الملك برهة ثم قال : أظنك يا لوليني قد علمت بما حصل لي ، ولولا الألطاف لكنت في عالم الأطياف لقد حاولوا قتلي و أظن أن كل هذا بسسب جهلي بما يدور حولي.
أجابه لوليني : سيدي و مولاي أعذر زلتي فهذه من البدء غلطتي ستفهم كل شيئ من حكايتي.
بدأ لوليني يسرد على الملك ماحصل بالتفصيل بينه و بين الحكماء إستمر في الحديث و دون أن يطيل ، دهش الملك و بدت عليه علامات الحيرة و الصدمة لما تسمع أذناه و قبل أن ينهي لوليني حكيه قاطعه الملك قائلا : إذن من كلامك هذا فأنا ضحية إغتيال و كنت غارقا في الإحتيال حكيم الحكماء خان ثقتي و تصرف كالدهماء ياللغباء.
أعذرني يا مولاي وإغفر زلتي حين تسمع علتي ، فلدي من الوثائق ما يثبت سوء النية لقد نجوت من لدغة الحية ، أما الشحتوت فلن يهنأ لي بال حتى أمسكه فهو الآن عليه مبحوث ، أما أبو نبوت و عاشق التوت فهما تحت يدي و لن يفيدهما السكوت.
أجابه الملك : إسمعني جيدا يا لوليني من اليوم أنت معيني فيك أضع ثقتي ويقيني إياك أن تخذلني.
فنادى الملك على حاجبه أطلب لي قائد الحرس في الحال .
أجابه الحاجب : في الحال يامولاي .
وماهي إلا لحظات حتى كان قائد الحرس واقفا بين يدي ملكه ، سمعا و طاعة يا مولاي.
إسمعوني جيدا ، أنت يا حاجبي أصدر فرمانا ملكيا تلغي بموجبه مجلس الحكماء وتعلن حالة الإستثناء حتى يستتب الأمر و يزول العناء ، أما أنت يا قائد الحرس ضع نفسك وكل قواتك تحت إمرة لوليني و إلقوا القبض على كل مشتبه فيه يعاديني و في الغد أريد خبرا بإستثباب الأمن يأتيني ، إنصرفوا الآن وموعدنا غذا في نفس هذا المكان.
إنصرف الثلاثة أما الحاجب فأسرع بإصدار الفرمان فيما لوليني أمر قائد الحرس بإلقاء القبض القبض على كل أعضاء مجلس الحكماء مع تأمين القصر الملكي و كل المباني أما لوليني فعاد أدراجه إلي مكتبه منتشيا بنصره فالأمور تجري كما خطط لها فوجد في إنتظاره ابو لقمة و كاتيلولو فأخبراه أنهما مازالا يبحثان عن الشحتوت.
فقاطعهما وأخبرهما أن يركزا على ما بين أيديهما فهو يريد الملفات و الإعترافات جاهزة غدا على مكتبه موقعة من أبو نبوت و عاشق التوت ، لم يكمل لوليني كلامه حتى هز الصديقان رأيسيهما معلنان بداية المهمة ، فإنطلقا صوب قبو الوزارة حيث كان السجينان يترقبان في مرارة حمل كل منهما ملفه الجاهز و إنفرد كل بغايته.
أشعل كل سيجارته و تقابل مع غريمه فحدثا أبو نبوت و عاشق التوت بأنه لا مناص من أن يجارياهما فلقد قضي ما قضي و قد ولي زمانهم بدون رجعة فليأخذا الطريق من أخره و يوقعا على المحاضر  درء ا لما قد يحوم بهما من مخاطر فوضعا أمامهما الملفات الجاهزة و تركا لهما قليلا من الوقت ليلقيا نظرة على المحتوى مرت دقائق فخاطباهما هل ستوقعان؟
رفض أبو نبوت و زميله التوقيع لهول ما وجدا من تهم قد تفضي بهما إلى العدم.
ضحك أبو لقمة ضحكة شريرة ثم خاطب زميله إذن فلنبدأ بلعبة الحريرة و نتذكر الذكريات الخوالي الخطيرة.
و ما إن أنهيا كلامهما حتى إنهالا على الحوتين بضربة مباغثة وسط قهققهاتهما المتصاعدة ، فصرخا في الحرس أحضروا لنا الكيس الكبير لنبدأ لعبة الخبير .
ترى ماهي لعبة الخبير هذه ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname