ينهض كوتومبو من نومه باكرا، يتناول إفطاره رفقة الجيلالي تحدثا قليلا ، أخبره كوتومبو أن ذاهب لمقابلة العراب صاموڤ بشكل شخصي ، سكت الجيلالي قليلا ثم قال: يا صديقي إنك تلعب بالنار ، فالمافيا لا ترحم فكر مليا قبل أن تقدم على هذا الأمر.
أجابه كوتومبو : لا تقلق يا صديقي فأنا كوتومبو أشهر مجرمي العالم لا أخشى المافيا الروسية أو حتى الصينية سأمضي لأحقق حلمي بتكوين المافيا الخاصة بي يوما لأحقق حلم جدي القرصان .
و بعد أن إنتهوا من إفطارهما تناول كوتومبو حقيبته ثم إنطلق نحو موعده المحدد ، و في طريقه تذكر صديقه الجيلالي تمنى لو إستطاع إخباره بأنه عميل مخابرات وليس رجل مافيا لكن سرية المهمة منعته من ذلك ، و الخوف كذلك من توبيخ الرئيس الذي يلحقه كظله.
فلما وصل كوتومبو وجد في إنتظاره العراب ، إستقبله في مكتبه ، مكتب فخم مليئ باللوحات الفنية الزيتية و الثماثيل جلسا يدردشان قليلا على أنغام الموسيقى الروسية الكلاسيكية ، ظل كوتومبو يجيل نظره ذات اليمين و ذات الشمال فهذا المكان هو هدفه المنشود ، كاميرات مراقبة في كل مكان قد إستطاع تحديد إثنين منها و في خلفه توجد تشكيلة من الأسلحة الميكانيكية عبارة عن رشاشات كلاشينكوڤ فخر صناعة السلاح الروسية موضوعة بعناية ، خزنة في ركن المكتب ربما هي مكمن سر العراب.
إسمعني يا كوتومبو سأكلفك اليوم إن نجحت فيها صرت رجلا من رجالي و حزت فخر الإنتماء للمافيا الروسية العتيدة ، أجابه كوتومبو هذا شرف كبير لي يا زعيم و سأكون عند حسن ظنك الإجرامي بي ، على فكرة مكتبك أنيق يازعيم ، إنك من القلائل الذين ولجوه معي فمكتبي هدا في حد ذاته قلعة محصنة كل شيئ هنا صنع لي وحدي حتى هذا الهاتف يتعرف علي نبرة صوتي ، أما بخصوص المهمة سأكلفك بإيصال حقيبة يدوية إلى شخص في شرق موسكو ستجده في إنتظارك تسلمه الحقيبة و تستلم منه مقابلها و تعود.
أجابه كوتومبو : هذه مهمة سهلة يا زعيم أطلب مني تفجير طائرة إختطاف فيلق من الجيش الروسي السطو علي البنك الدولي أو أي شيئ من هذا القبيل حتى أثبت لك كفائتي.
و قبل أن يكمل كوتومبو كلامه دخلت عليهما ناتاليا و في يدها الحقيبة المعلومة ، إبتسمت لكوتومبو و غمزته ثم سلمتها إياه مع ورقة فيها عنوان الشخص خرجوا جميعا من المكتب و قبل أن يغادر كوتومبو تقدم نحو الزعيم قائلا : يا زعيم لقد وقعت منك هذه المفاتيح تفضل ، شكره صاموڤ ، إنطلق بعدها كوتومبو لإنجاز مهمته الأولى.
أما الزعيم صاموڤ ظل مع نتاليا يتكلمان قليلا فإنصرفت هي الأخرى بعد هنيهة.
إنطلق كوتومبو في طريقه و حفاظا على سرية المهمة و تنفيذا لمبدأ الأمان يمنع عليه إستعمال سيارة أجرة أو أي وسيلة مواصلات أخرى عمومية ، إنطلق كوتومبو مستعينا بجهاز الجي بي إس المتاح في ساعته المخابراتية ، و في طريقه كان يحس بشخص أو أكثر يتعقبانه ،إزداد شكه لحظة بعد لحظة قرر أن يموهمها في أسرع وقت ممكن في طريقه لمح محل بيتزا دلف إليه جلس و طلب بيتزا مارغاريتا مع لترين من كوكاكولا دهش النادل عند سماع لترين،تبسم في وجهه ثم إنطلق و جلس في مكانه.
أما في الجهة الأخرى المقابلة جلس شخص إرتاب فيه كوتومبو خصوصا أنه يلبس نظارة شمسية سوداء ، ضحك و قال : هذه خطة قديمة يا باشا لم يتبق له سوى أن يتناول جريدة مقلوبة ، لم يتمم كوتومبو كلامه تناول صديقنا مجلة و أخد يتصفحها ، أيقن حينها كوتومبو أن هذا جاسوس و عليه التخلص منه ، الخطة سبعة سبعة واحد تفي بالغرض ، تقدم نحوه النادل قدم له وجبته و إنصرف ، قام بعدها كوتومبو بحمل طلبيته ليبدل مكانه ، بيتزا كبيرة ساخنة و لترين من كوكاكولا اتجه نحو صاحبنا فلما إقترب منه تظاهر بالسقوط ، فأوقع عليه لتري الصودا كانت كفيلة بأن ترغمه على تغيير ملابسه أما البيتزا فوضعها الأخرى في وجهه ، طلب منه الإعتذار ثم نادى على النادل ليصلح الامر و يساعد الرجل على تغيير ملابسه ،إستشاط الرجل غضبا و هو الذي لم يكن سوى رحمانوڤ الذي حاول الجري وراء ه بعد أن أطلق كوتومبو ساقيه للريح لكن النادل و مسؤولي المحل أمسكوا به حتى يساعدوه على تغيير ملابسه...
ضحك كوتومبو كثيرا و هو يجري ، فعلا إنها خطة جهنمية لقد تخلصت من الأول و مازال الثاني ، إذن الخطة أربعة أربعة إثنا عشر ستفي بالغرض ، إستعان كوتومبو بساعته المزودة بالجي بي إس يبحث عن شيئ محدد وجد ضالته أخيرا فدخل في درب ضيق مغلق تبعه غريمه الذي صدم حينما لم يجد كوتومبو ، تراه أين ذهب فالطريق مسدودة لم يكد يكمل سؤاله حتى سقطت عليه شبكة شلت حركته وطرحته أرضا ، صديقنا كوتومبو كان قد إستعان بحذائه العجيب فصعد إلى الأعلى بحيث لم يلحظه الشخص الذي كان في أثره ، ضحك كوتومبو مرة أخرى ثم إنطلق مسرعا و هو يقول : شكرا للإدارة و القيادات التي مكنتنا من هذه الأدوات و التقنيات ، في حين ظل الشخص مشلولا و هو الذي لم يكن سوى نتاليا متخفية في زي رجل.
كوتومبو يمضي في طريقه و هذه المرة لا يتبعه أحد ، أخد في المضي حتى وجد نفسه في منطقة خلاء عبارة عن مطرح للمتلاشيات إستمر في المشي بخطى ثابتة فجأة وجد أمامه شخصا أشقر بعينين زرقاوين تشتعلان شررا يشهر في وجهه سكينا ضحك كوتومبو منه فلم يكد يكملها حتى ظهر الثاني يحمل مدية إستمر في الضحك أكثر فأكثر حاصره الثالث يحمل في يده سلسلة حديدية لم يأبه كوتومبو له فإذا بآخر يتقدم نحوه يحمل عصا بيزبول يشهرها في وجهه ، دس كوتومبو يده في جيبه فألقى في السماء كبسولة عبارة عن قنبلة دخانية ثم صاح الخطة الشهيرة صفر صفر واحد انجوا بأنفسكم فأطلق ساقيه للريح وهو يقول الهروب نصف الشجاعة إستمر في الجري لحين حتى ظن أنه أفلت من قبضة العصابة ، توقف ليلتقط أنفاسه فهو لم يجرمنذ مدة طويلة ، فحين ظن أنه إسترجع أنفاسه و نجا من قبضة العصابة ، فجأة بدأوا يخرجون عشرات أحاطوا به من كل مكان لم يجد كوتومبو بدا من الهروب الذي كان شبه مستحيل فإستسلم و رفع يديه إلى السماء.
أمسك به زعيم العصابة و إقتاده إلى مخزن كبير حيث مقرهم قيدوه ووضعوه في ركن هناك جلس كوتومبو يراقبهم و يدرس طريقة للهروب و الإفلات من هذه الورطة...
مرت خمس دقائق ، كوتومبو يجلس و أفراد العصابة يتحلقون حوله كل يراهن بما يملك ، كان كوتومبو بحوزته لعبة ورق إستفزهم وجرهم للعب معه أخذ يراهن على المرأة المرقمة بالعشرة فكانت تحالفه و توافقه في كل مرة ، جردهم كوتومبو بفضلها من كل ما مايملكون بعد أن فك الزعيم وثاقه ، ظل كوتومبو يضحك منتشيا بإنتصاراته و فجأة و في عز تركيزهم ، قوات الشرطة تداهم المكان الكل يحاول الهرب و كذلك كوتومبو بعد أن ملأ جيوبه ببعض الحلوى كان يشتهيها ، تمكن من الإفلات بدهاء من حصار الشرطة ، إنطلق كوتومبو مسرعا بعد أن إستعان بحذائه النفاث ، في إتجاه هدفه ، ها هو ذا أخيرا يقترب من هدفه المنشود فلما وصل وجد شخصا في إنتظاره سلمه الحقيبة فناوله بدوره مقابلها ، عاد كوتومبو من حيث أتى أول مرة فلما وصل وجد العراب صاموڤ في إنتظاره و قد وصلته أصداء مهمة كوتومبو ، حياه و عانقه ثم قال : الآن يا كوتومبو نلت شرف الإنضمام إلى أعتى مافيا في العالم ، لقد أثبتت علو كعبك الإجرامي إضافة إلي دهائك الفطري و سرعة بديهتك و هي فعلا أهم مميزات رجل المافيا المحنك و بذلك قررنا منحك شارة المافيا الأبدية و جعلتك من دائرتي الأولى فمرحبا بك في عائلتك الجديدة إبتسم كوتومبو وأجابه: يا زعيم لقد ربحت بطلا من أبطال المافيا ستجدني دوما بجنبك القاتل المأجور و تاجر المخدرات و المختطف فنم قرير العين يا زعيم.
دردشوا قليلا بعدها إلتحقت بهما ناتاليا التي كانت قد تخلصت من شباك كوتومبو ، ثم إنصرف الجميع فيما إنطلق كوتومبوعائدا إلى بنسيون الجيلالي فوجد صديقه كاسباروڤ في إنتظاره و قد أعد كؤوس الشاي المنعنعة ، سأله الجيلالي عن أحواله فقص عليه كوتومبو مغامرته ، ظل الجيلالي ساكتا لم يعلق كثيرا ، في حين صارحه كوتومبو أن غذا هو يوم الحسم بالنسبة إليه و عليه أن ينجز المهمة التي قدم من أجلها إلى موسكو.
صعد كوتومبو إلى غرفته حضر حقيبته بكل ما قد يهتاجه تمدد ليرتاح قليلا و مع أول خيوط الصباح كان قد إستيقظ و لبس بزته الكاملة و إنطلق صوب مقر إقامة العراب دخل في أمان فهو اليوم عضو مميز في المافيا ، كان قد خبر المكان و درس الممرات إتجه باحثا عن مكتب العراب تسلل في غفلة من الجميع حتى وصل و تقابل مع باب مكتب صاموڤ سمع صوت أقدام تدارى قليلا حتى إطمأن من خلو المكان وضع يديه في جيبه يبحث عن شيئ ما ...
يتبع
وتستمر المغامرة و معها تتشابك الاحداث بين عادي وخيالي و غير منطقي ...
ردحذفشكرا لك اخي في انتظار حلقة اخرى
و تستمر رحلة كوتومبو في غياهب المافيا الروسية
حذفو تستمر رحلة كوتومبو في غياهب المافيا الروسية
ردحذف