الحلقة الثانية من كوتومبو و المافيا الروسية

ها هي ذي سيارة الأجرة قادمة ؛ إلى المطار يا سيدي ؛ فلم يتبق على موعد الطائرة الكثير ، أظن أنني لم أنس أي شيئ فهذه حقيبتي الزرقاء التي لا تفارقني قد دججتها بكل ما يلزمني من عتاد الإستخبارات و كذلك ملف المهمة ، الذي حالما أصعد إلى الطائرة سأشرع في قرائته فالرحلة أمامي طويلة.

لأجلس في مكاني ، تبا أنا أخشى ركوب الطائرات لدي فوبيا مزمنة سأعاني كثيرا ما عساني أن أفعل سأحاول تمضية الوقت بقراء ة ملف المهمة بتمعن ، جلس بجواري شخص تبدو على ملامحه أنه روسي ، شنبه الكبير المقوس و سحنته التي تشبه محاربي القوزاق ، حييته لكن الرجل ظل ساكنا لا يرد.

فهمت أن الرجل لا يفهمني أين هو كتاب تعلم الروسية في لحظات ها هو ذا ، نظرت نحوه مخاطبا : زدراتسوي (صباح الخير) يا ڤان كوتومبو (أنا كوتومبو) يا دوڤ روسيا إي ڤو ( أنا مسافر إلى روسيا و أنت).

نظر تجاهي و قال : زادكينس زودراجاد (أسكت يا لك من مزعج).

آخ لقد نسيت ليس لدي قاموس روسي عربي يبدو أنه يحييني و يتمنى لي سفرا سعيدا تبسمت في وجهه  سباسيبا (شكرا) كم هم لطفاء هؤلاء الروس.

أين هو ملف المهمة ، فالطائرة ستقلع بعد قليل ، ها هو ذا لأفتحه ، المهمة الحصول على ملف خطير بحوزة أخطر زعيم للمافيا الروسية الملقب بصاموڤ زريدشوڤ  ملف يحتوي على تعاملات المافيا و أسماء المتورطين معهم في عمليات تجارة السلاح و المخدرات ...

فزعت من هول المعلومات الموجودة في الملف ، ترى يا كوتومبو هل ستنجح في هذه المهمة لا بد أن أنجح فأنا رجل المخابرات  الأول و لن أسمح للرفيق رأفت أن يتفوق علي.

لقد مضى الوقت سريعا يبدو أننا وصلنا إلى موسكو يا سلام ما أجمل الرؤية من فوق .

الربان يقول : دابروباجا ايرابورت ميجدونارودني موسكو (مرحبا بكم في مطار موسكو الدولي).

الآن و قبل أي شيئ سأقوم بجولة سياحية لأتنزه قليلا ، ما أجمل موسكو يا سلام لمحت مقهى للأنترنت إنطلق يا كوتومبو.

سأبحث عن هذا الزعيم علي أجد له أثرا أو صفحة على الفيس بوك حتى أقتفي أثره و كذلك للتقصي حوله، ها هو ذا صاموڤ زريدشوف لنرى بعضا من اصدقائه لفت إنتباهي فتاة شقراء تتفاعل معه كثيرا سأرسل لها طلب صداقة ؛ كان لي ما أردت سأكمل جولتي و أزور مجلس الدوما و بعض المآثر الروسية الشهيرة ، و بعد أن إنتهيت توجهت إلي مقر إقامتي بنسيون خورباتشوڤ ، ما هذا الإدارة تتقشف بشكل فظيع أين هي أيام الشيراتون و الهيلتون تبا للأزمة المالية.

دخلت إلى البنسيون توجهت نحو موظف الإستقبال حييته  زدراتسوي ناولته بطاقة تعريفي المزيفة أمسكها و تأملها ثم حملق في بضع ثواني ثم قال مرحبا بكم في موسكو ؛ ما هذا إنه يتكلم العربية ؛ فرحت أجبته أنا كوتومبو شكرا حييته مرة أخرى أعطاني مفاتيح الغرفة صعدت وضعت متعلقاتي و أغراضي ثم نزلت إلى بهو البنسيون وجدت موظف الإستقبال جالسا يشاهد التلفاز دنوت منه دردشنا قليلا أخبرني أن إسمه الجيلالي كاسباروڤ بدأنا في لعب الورق قص علي قصته علمت أنه أمضى جل حياته بالمغرب فهو من أب مغربي و أم روسية و حين توفى والده عاد إلى موسكو ليدير بنسيون خروتشوف هذا الذي كان في ملك والدته.

سألته عن أحوال البلد و أخبار المافيا فروى لي بعض التفاصيل المرعبة التي يقف لها شعر الرأس ، ما هذا يا إلهي ...

في مكان ما في موسكو حيث يوجد مقر الإستخبارات الروسية الكي جي بي سابقا ، إجتماع مصغر يضم بعضا من القادة فلقد وصلتهم بعض المعلومات حول دخول شخص مريب الاراضي الروسية يدعى كوتومبو . 

فكلفوا العميل رحمانوڤ فرساويستوڤ بتعقب هذا الدخيل .

سألت الجيلالي إن كان لديه حاسوب متصل بالشبكة ، ناولني في الحين حاسوبه النقال عاودت الدخول على صفحتي في الفيس بوك أجل إنها ناتاليا الشقراء قبلت صداقتي ، و هي الآن متواجدة على التشات ، تعرفت عليها دردشنا قليلا فبالصدفة كانت تتقن العربية ، تواعدنا على اللقاء غذا يا سلام ما زال سحر كوتومبو على الحسناوات في العلالي.

نمت بعد أن أخذ مني العياء مأخذا ،إ ستيقظت في الصباح لبست ملابسي توجهت للقاء الشقراء ناتاليا ، يا لهوي ما هذا ما أحلى المافيا، شربنا قهوة في أحد مقاهي موسكو الشهيرة حكيت لها عن حبي للجريمة المنظمة و عشقي للإجرام  و كيف أنني هربت من بلدي بسبب صدور مذكرات بحث في حقي من ترف جميع الأجهزة الأمنية ، كانت تراقبني و عيناها تلمعان عرفت حينها أنها إحدى أعضاء المافيا الروسية إستمريت في الحكي عن بطولاتي الوهمية.

قاطعتني و قالت لي : عزيزي كوتومبو هل تود الإنضمام للمافيا الروسية ؟

سكتت و أجبتها : هل تتكلمين بجد المافيا الروسية لطالما كنت من المعجبين بها فهي أقوى تنظيم إجرامي في العالم و ستكون نقطة مضيئة في مساري المهني ، بالطبع أنا موافق.

سكتت ثم قالت ؛ سنكمل الحديث فيما بعد، نهضنا و رافقتني في جولة في المدينة كانت لحظات جميلة رفقة الشقراء ناتاليا و حين حان موعد الفراق أخبرتني أني سأرافقها غذا إلى حفلة المافيا السنوية لتعرفني على العراب ، فرحت فالخطة تسير حسب ما رسمته ، تواعدنا و عدت أدراجي إلى بنسيون خروتشوڤ.

أما في الجانب الآخر فالعميل رحمانوڤ فرساويستوڤ توصل إلى تحديد مكان إقامة كوتومبو .

وجدت الجيلالي في إنتظاري شربنا كؤوس الشاي المنعنعة حكيت له ما حدث لي فجحظت عيناه و قال : هل تعرف ماذا تفعل يا كوتومبو فعالم الروس الداخل إليه مفقود و الخارج منه مولود دعك من ناتاليا هذه يا صديقي.

أجبته لا تقلق يا صديق فأنا أعرف ماذا أفعل.

شاهدنا التلفاز ثم إنصرف كل إلى مخدعه نمت نوما عميقا راودتني أحلام كثيرة متشابكة إستيقظت فغسلت وجهي لبست بزتي الشهيرة وقبعتي العجيبة حملت ما قد أحتاجه حزمت حذائي ثم إنطلقت ، وجدت ناتاليا في إنتظاري ركبنا سيارة فاخرة ثم توجهنا إلى الحفلة التي كانت على وشك البدء دخلت وجدت أناسا كثيرين رجالا و نساء ا يشربون و يأكلون ما لذ و طاب الكافيار هنا و هناك تجولت بين المدعويين و بيدي كتابي الخاص باللغة الروسية بضع كلمات  أنثرها هنا وهناك زدراتسوي ، الجميع فرح و سعيد و ما هي إلا دقائق حتى ربتت على كتفي ناتاليا و كان معها شخص مهيب الركن عرفت من وجهه أنه الزعيم المعلوم فصورته على الفيس بوك ما زالت عالقة بذهني سلمت عليه ثم عرفتني عليه ناتاليا : إنه العراب.

سلمت عليه ثم دردشنا قليلا إستأذنتهما للذهاب إلى المرحاض إنطلقت مسرعا تناولت هاتفي لأجري إتصالا بالقيادة ركبت رقم الرئيس إنه لا يرد ، لماذا دائما حينما أكون في مهمة تصادفبي العلبة السوداء ، ربما الرئيس في الحمام من يدري.

أما في الجانب الآخر فالعميل رحمانوڤ كان قد توجه إلى بنسيون الجيلالي و طلب غرفة للمبيت توجس منه الجيلالي قليلا ثم أخبره  أنه توجد غرفة في الطابق الأول وطلب منه أن ينتظر دقيقة ليحدرها له ، صعد الجيلالي  ثم عاد و ناوله المفتاح و حياه رحمانوڤ ثم صعد الدرج.

جلس العميل الذي  كان قد ألقى نظرة خلسة على سجل البنسيون فعرف رقم غرفة كوتومبو ففتحها مستعملا  إحدى ادواته فدخل و قلبها باحثا عن شيئ ما إستمر في البحث و لما إنتهى نزل و أخبر الجيلالي أنه سيعود بعد قليل.

عدت سعيدا بعد أن حل الليل و كنت قد أمضيت وقتا جميلا رفقة ناتاليا و العراب الذي أعجب بدوره بقصصي و قفشاتي أمضينا وقتا طويلا نتحدث هول أحوال الجريمة المنظمة في العالم ...

دخلت إلى البنسيون وجدت الجيلالي في إنتظاري كعادته ناولني المفتاح صعدت إلى الغرفة فوجدتها مقلوبة هرولت مسرعا نحو الباب وجدت الجيلالي في مكانه أخبرته بالذي حدث ، نظر نحوي و قال إذن أصاب حدسي لقد جاء شخص غريب إلى هنا إرتبت في أمره طلب غرفة للمبيت ثم رحل ، الأكيد أنه هو من دخل إلى غرفتك لكن بفراستي كنت قد صعدت قبله و نقلت كل متعلقاتك إلى مكان آمن.

تنفست الصعداء و شكرات الجيلالي كثيرا جلسنا نلعب الورق و نشرب الشاي كالمعتاد ثم رن هاتفي إنها ناتاليا تخبرني أن العراب يريدني غدا .

ترى من هو هذا الغريب الذي حاول البحث في أغراضي و فيما يريدني العراب .

يتبع