سوق المتعة فيلم مصري انتاج و عرض سنة 2000 بطولة محمود عبد العزيز الهام شاهين مع ظهور لفاروق الفيشاوي و ثلة من الممثلين الاخرين ،قصة سيناريو حوار وحيد حامد ، تدور احداث الفيلم حول ابو المحاسن الخارج لتوه من السجن بعد عقوبة عشرين سنة قضاها بتهمة حيازة الكوكايين،ابو المحاسن السجين السابق يحاول متابعة حياته بشكل طبيعي لكنه لم يتوقف عن التساؤل حول سبب سجنه الذي ظل يجهله لسنوات،ابو المحاسن فني الطباعة يلجأ لصديقه السابق الذي عمل معه بالطباعة ليمد له يد المساعدة بعد نيله حريته المسلوبة يلتقي ابو المحاسن بصديقه السابق،عند لقائهما دار بينهما حوار طويل استفسر فيه صديق ابو المحاسن الذي لعب دوره محسن طرابيك عن احوال صديقه ، ابو المحاسن الذي هاجر للبنان،طلبا للعمل ، ظاهرة الهجرة في مصر طلبا للرزق قديمة في المجتمع لكن هنا هجرة ابو المحاسن للبنان مرت مرور الكرام دون تفاصيل،حين التقى ابو المحاسن بصديقه سأله عن غيابه فاجابه : كنت في السجن و انت ؟
و انا كمان في السجن كان هذا هو جواب صديق ابو المحاسن،مستطردا بالقول : ما هو في سجن جوه و سجن بره ، هذا الحوار يشير بقوة الى صعوبة العيش في المجتمع المصري باعتبار الحرية غير ذات قيمة،يقوم بعدها الحج شوقي بتدبر عمل لابو المحاسن بفرن و حمام تقليدي يضمن به المبيت و الأكل ، يباشر ابو المحاسن عمله بعد حوار صغير مع المعلم،حول الفول باعتباره ركيزة من ركائز الامن الغذائي المصري كمكون اساسي لافطار القاهريين،بعد هذه الاحداث ستتغير حياة ابو المحاسن بعد ظهور فاروق الفيشاوي الذي قدم نفسه لابو المحاسن على انه موظف المنظمة الذي لا يرى سوى مرة واحدة،دهش ابو المحاسن لهذا اللقاء لكن دهشته ما انفكت تتبدد بعدما تبين له ان هذا الغريب يعرفه جيدا ، خصوصا حين سأله عن رحلة عودته من لبنان،فبدأ يسرد ابو المحاسن قصته كيف اقتنى قنينة ويسكي و كيس فستق ليؤثث جلسة انس لاصدقاءه بعد خيبة امله في الهجرة الى لبنان،لكن الذي حدث ان جمارك المطار و بينما هي تفتش امتعته وجدت بحوزته كيس بودرة كوكايين و كانت تلك بداية سجنه ، الامر الذي حير ابو المحاسن،كيف تحول كيس الفستق الى كيس كوكايين ؛ هذا ما سيجيبه عليه فاروق الفيشاوي .
بادر الغريب الذي سبق ان وصفه ابو المحاسن بالجني إلى سؤاله عن فتاة ركبت بجانبه في الطائرة ، فأجاب ابو المحاسن بالقول : هو انا انسى دي آخر ست شفتها قبل دخولي السجن ، بادره الفيشاوي قائلا ان تلك الفتاة هي التي بدلت كيس الفستق بكيس البدرة ، لم يبدي هنا ابو المحاسن اية ردة فعل واصل الإنصات لقول الفيشاوي رجل المنظمة الذي بعد ان إنتهى قال : هذه هي إصطد السمك بالسمك ، بينما الجمارك و السلطات منتشية بصيدها الثمين قامت الفتاة بتمرير 15 كيس كوكايين بشكل سلس .
فاروق الفيشاوي بملامحه الصارمة أخبر أبو المحاسن بانه تم إعتباره شريكا في الصفقة من طرف المنظمة التي تحترم مبادئها في العمل و أنه تم إستثمار نصيبه في مجموعة من المشاريع و التي لحسن حظه كما قال كانت جد مربحة مما اوصل نصيبه إلى 7 ميون جنيه و بضع الاف.
لم يستسغ ابو المحاسن هذا الكلام و ظن بأن الذي يحادثه مجرد شخص يمزح معه ، الشيئ المطروح هنا ما الذي دفع المنظمة كما تم تسميتها لإعادة الإعتبار لأبو المحاسن ، هل هو من باب قوانين المافيا مثلا او رغبة من شخص آخر للتكفير عن غلطة تم بسببها إلقاء شخص بريئ 20 سنة في السجن.
لحد هاته الأحداث نجح محمود عبد العزيز في تقمص شخصية أبو المحاسن ببعدها النفسي ، بإعتبارها شخصية مسالمة رضخت للواقع وتحاول التأقلم معه بعد المدة الطويلة داخل السجن ، فقرر بعد هذا اللقاء دخول سوق المتعة.
بعد حصول ابو المحاسن على الأموال وضع موظف المنظمة تحت تصرفه شخصين يعملان تحت إمرته ليسيرا حياته الجديدة في سوق المتعة شاب و شابة في مقتبل العمر ، دون ان ننسى لحظة مغادرة فاروق الفيشاوي الحمام الشعبي قائلا : انا ما بتشافش إلا مرة واحدة لو شفتني مرة ثانية يبقى هتموت.
إنطلق ابو المحاسن في رحلته في دهاليز سوق المتعة بالتوجه صوب فندق خمس نجوم بعد ان ترك عمله في الفرن الشعبي ليبدأ حياة العز ، حلق شاربه بدل ملابسه قلم أظافره هذب شعره فعل كل ما يجب فعله حتى يتذوق حياة البهوات و حياة العز.
مشهدان هنا إسترعا إنتباهي المشهد الأول : ابو المحاسن يود قضاء حاجته في الدورة اي المرحاض ، لكن الأمر إستعصى عليه بإستعمال المرحاض العصري مما دفعة للتبول في حاوية القمام و التي قام بتنظيفها في حينها مما يدل على قساوة العيش في السجن و كذلك حرص ابو المحاسن على النظافة .
المشهد الثاني : حين طلب من مساعده ان يجلب له الكثير من السجائر بمختلف انواعها متذرعا بقوله ان السجائر هو عملة السجون التي تقضي كل المآرب .
واصل ابو المحاسن حياته الجديدة حتى وصل إلي رغبتة دفينة في تلبية غريزته الطبيعية ، فطلب من مساعده أن يحضر له فتاة بمواصفات معينة ، الكومبوتر كما سماه ابو المحاسن سيتكلف بالغرض ، هنا ستظهر احلام الخد الجميل الفنانة إلهام شاهين التي تعمل ككاتبة في احد المكاتب و التي تمارس الدعارة بشكل عرضي خارج اوقات العمل ، أحلام الخد الجميل فتاة في الثلاثينيات من العمر تعمل كبائعة هوى لكن بشروطها و معايرها فهي ترفض مشاركة السكارى و الأجانب الفراش و تحرص على إختيار زبناءها ، بعدما إتفقت مع مساعدة ابو المحاسن على قضاء الليلة معه مقابل ألف جنيه ، جهزت نفسها ثم ذهبت للفندق حيث وجدت ابو المحاسن في إنتظارها .
كان اللقاء الأول بين ابو المحاسن و أحلام الخد الجميل ، ابو المحاسن الذي لم يختلي بإمرأة منذ عشرين سنة خلت ، تقف الآن أمامه أنثى و هي التي تخليها و ساعده الكومبوتر على إيجادها ، هنا يجسد محمود عبد العزيز بكامل ما أوتي من قدرة على التقمص الحالة التي يصل إليها مسلوب الحرية في العودة إلى حياته الطبيعية ملخصا بقوله الطبع يغلب التطبع .
تنصرف احلام الخد الجميل إلى حال سبيلها بعدما حاولابو المحاسن ان يقدم لها إكرامية عبارة عن سجائر و التي لا زال يعتبرها العملة المتداولة بدل ما اسماه البنكنوت.
ابو المحاسن لم يكن يفارقه ظرف طيلة المدة التي قضاها خارج الأسوار ، هذا الظرف كان يضع فيه صور ذكرياته و التي لم تكن سوى صور الشخوص التي عاصرها إبان سجنه ، لم يستطع ابو المحاسن التأقلم مع عيشة العز و الأبهة الجديدة فكان النوم يجافي عيناه كلما آوى إلي الفراش الوثير ، ذات صباح إنطلق ابو المحاسن صوب مخفر الشرطة من اجل مقابلة الضابط المكلف بتتبع سراحه فلما وصل أوكل إليه الضابط مهمة تنظيف المراحيض ، ففرح بهاته المهمة و انجزها على أكمل وجه ثم طلب من المساعد ان يبيت في الزنزانة فكانت تلك الليلة التي نام فيها ملئ جفونه ، فلما غادر المخفر تفتق ذهنه بفكرة قد تخرج به من الدوامة التي يعيش فيها .
طلب ابو المحاسن من مساعده التخلي عن فكرة إقتناء الشقة الفاخرة و أن يبحث له عن ارض خلاء لينجز بها مشروعه ، إستل ابو المحاسن مظروفه و كلف مساعده بالبحث عن رفاق زمن السجن : اللواء مرسي بشتك و سيادة اللواء دكروري و الصول عتريس .
وجد ابو المحاسن ظالته ، فالنوم الذي يجافيه سيجده لا محالة في جو شبيه بالذي كان يعيش فيه في السجن ، ذهب ابو المحاسن باحثا عن احلام الخد الجميل فشيء ما شده إليها ، تقرب إليها و طلب منا الزواج فوافقت واعدة إياه باعادته إلى طبيعته .
في نفس الوقت كان مساعده قد وجد له أرضا بالمواصفات التي يريد ، و هاته الأرض قرر ان يبني فيها سجنا كالذي عاش فيه ثم يجلب رفاق حبسته الطويلة ، فهي الطريقة الوحيدة التي ستمكنه من مواصلة حياته على ما يبدو ، كان اول لقاء له مع سيادة اللواء مرسي بشتك .
تم ترتيب اللقاء في النادي الذي يمارس فيه الرياضة اللواء مرسي بشتك ، جلسوا جميعا حول طاولة يتبادلون اطراف الحديث ، كان ابو المحاسن فرحا و هو يشاهد امامه مدير سجنه السابق فهو كان يكن له أيما إحترام ، حدق مرسي في ابو المحاسن ثم قال : لقد تذكرتك لقد كنت افضل من يعتني بالمراحيض ، ثم اردف ابو المحاسن قائلا : اجل يا سيادة اللواء و كنت ايضا افضل من يلمع جزمتك ، و في هذه الأثناء خاطب مساعد ابو المحاسن اللواء المتقاعد و إقترح عليه فكرة ان يعمل مع الباشا ابو المحاسن ، فإمتعض بشتك مما سمع فهو لم يرض بأن يعمل لدى سجين سابق لديه و خصوصا انه كان من عجين السجن اي اولئك المساجين المسالمين ، فنهض مغادرا فلحق به مساعد ابو المحاسن و سأله عن راتبه الذي لم يكن يتجاوز 800 جنيه فإقترح عليه 3000 آلاف جنيه ، حينها عاد مرسي بشتك بعدما قبل العرض و وافق على العمل المعروض عليه بعد ان طلب ان يحضروا له حصانا للقيام بالمهمة .
بعد أن إتفق ابو المحاسن مع احلام الخد الجميل على الزواج قام بإصطحابها إلى الأرض التي إشترى ليريها إياها واعدا إياها بأن تكون المنزل الذي سيجمعهما في المستقبل تجولا معا لمدة ، لكن شيئا ما كان يشغل بال أحلام لم تكن تدري ما هو ، بعد ان جمع ابو المحاسن رفاق سجنه جميعا اللواء دكروري و الصول عتريس و كل المساجين و ذلك بعد ان فرغ من بناء العنبر الشبيه بالذي كان مسجونا فيه ، كان له اول يوم في سجنه القديم الجديد ، اللواء مرسي بشتك يمتطي حصانه ليتفحص طابور المساجين كعادته ، اللواء دكروري و كأنه فرد من افراد إدارة السجون يأمر و ينهي على حس اللواء دكروري ، الصول عتريس أيضا يقوم بدوره ، كان ابو المحاسن سعيدا و هو يرى ماضيه يتكرر امامه من جديد .
حل الظلام و عاد المساجين إلى عنبرهم ،جلس اللواء دكروري كعادته فوق كرسيه و المساجين من حوله ملتفون ينتظرون اوامره فهو آمر العنبر الذي لا ترد له كلمة ، فجأة صوب بصره نحو ابو المحاسن و قال له : آ لازلت تذكر يا ابا المحاسن اول يوم جئت فيه إلى السجن ؟
اجابه ابو المحاسن قائلا : و هل يمكنني ان انسى ذلك اليوم ، و قبل ان يكمل ابو المحاسن جوابه خاطبه الدكروري قائلا :إركب الهوا ياض و هنا بدأ المشهد يعاد من جديد بكل تفاصيله ، اول يوم دخل فيه ابو المحاسن إلى السجن ، في تلك الأثناء كان احلام قد ذهبت صوب المكان المعلوم و بدأت تتلص من نافذه صغيرة ذهلت لما رأت لم تستطع إستيعاب ما يدور امامها ، فلما إنتهت غادرت و هي حزينة لكل ما دار امامها و لصدمتها في ابي المحاسن.
مرت الليلة على ابو المحاسن و حل الصباح فذهب للقاء محبوبته ، لكنه حين إلتقاها لم تمهله كثيرا حتى صارحته بما رأت و طلبت منه ان يتركها و حال سبيلها فهي لا تريد المال و إنما تريد رجلا سويا يحس بها تمضي معه ما تبقى من عمرها ، لا رجلا مهووسا مريضا بالإستيلاب ، إستيلابه إلى ذكريات السجن التي لم يستطع ان ينفصل عنها ، مضت احلام إلى حال سبيلها ، و كانت كلماتها قد تركت وقعا كبيرا على ابي المحاسن الذي قرر بعدها ان يبحث عن الشخص الذي تسبب في ضياع عشرين سنة من عمره.
توجه ابو المحاسن صوب مساعده و أخبره انه يريد ان يقابل الكبير ، كانت رد فعل المساعد ان تجهم وجهه و رد عليه بالقول انه مستقيل من العمل معه منذ هذه اللحظة مطالبا بما تبقى من حسابه ، لكن ابا المحاسن اصر على طلبه مغريا مساعده بالمال هذا الاخير الذي إنصرف إلى حال سبيله تو بعد هاته المحادثة ، و بينما كان ابو المحاسن يمشي في طريقه وقفت صوبه سيارة رباعية الدفع نزل منها اشخاص إقتادوه عنوة إلى السيارة مغلق العينين ، فلما وصل وجد الشخص الذي قابله لأول مرة و الذي اخبره انه لا يرى إلى مرة واحدة ، فلما إلتقيا وبخه و ذكره بأنه جنى على نفسه ، طلب منه ابو المحاسن انه يريد مقابلة الزعيم الذي تسبب في سجنه و امام إصرار ابي المحاسن كان له ما اراد .
وقف ابو المحاسن امام زعيم المنظمة الذي كان جالسا على مكتب وثير يدخن سيجارا ، فدار بينهما حوار قصير ، إستغرب فيه الزعيم مما قام به ابو المحاسن فهو اخذ من المال الوفير فلماذا اصر على النبش في الماضي كان هذا هو سؤاله الذي وجهه إلى ابي المحاسن ، هذا الأخير الذي رد قائلا انه كان فقط يريد ان راه ليسأله لماذا فعل به ما فعل ، كان الحوار سجالا بين الرجلين ، بين شخص متسلط و شخص بسيط ، حينها سأل ابو المحاسن الزعيم قائلا : هل من الممكن ان يختار الإنسان كيف يموت ؟
اجابه الزعيم قائلا : بما أنك على الأقل لم تختر كيف تعيش فمن حقك ان تختار كيف تموت .
و في هذه اللحظة بالذات إنقض ابو المحاسن على الزعيم ممسكا بخناقه بواسطة خيط الهاتف الذي لفه على عنق من تسبب في سجنه ثم القى بنفسه من النافذه الزجاجية جارا معه الزعيم إلى الهاوية .
مات ابو المحاسن و الإبتسامة على محياه كانت تلك على ما يبدو إبتسامة الرضا عن نهايته التي إختارها بنفسه له و لعدوه.
إنتهى .
كان اللقاء الأول بين ابو المحاسن و أحلام الخد الجميل ، ابو المحاسن الذي لم يختلي بإمرأة منذ عشرين سنة خلت ، تقف الآن أمامه أنثى و هي التي تخليها و ساعده الكومبوتر على إيجادها ، هنا يجسد محمود عبد العزيز بكامل ما أوتي من قدرة على التقمص الحالة التي يصل إليها مسلوب الحرية في العودة إلى حياته الطبيعية ملخصا بقوله الطبع يغلب التطبع .
تنصرف احلام الخد الجميل إلى حال سبيلها بعدما حاولابو المحاسن ان يقدم لها إكرامية عبارة عن سجائر و التي لا زال يعتبرها العملة المتداولة بدل ما اسماه البنكنوت.
ابو المحاسن لم يكن يفارقه ظرف طيلة المدة التي قضاها خارج الأسوار ، هذا الظرف كان يضع فيه صور ذكرياته و التي لم تكن سوى صور الشخوص التي عاصرها إبان سجنه ، لم يستطع ابو المحاسن التأقلم مع عيشة العز و الأبهة الجديدة فكان النوم يجافي عيناه كلما آوى إلي الفراش الوثير ، ذات صباح إنطلق ابو المحاسن صوب مخفر الشرطة من اجل مقابلة الضابط المكلف بتتبع سراحه فلما وصل أوكل إليه الضابط مهمة تنظيف المراحيض ، ففرح بهاته المهمة و انجزها على أكمل وجه ثم طلب من المساعد ان يبيت في الزنزانة فكانت تلك الليلة التي نام فيها ملئ جفونه ، فلما غادر المخفر تفتق ذهنه بفكرة قد تخرج به من الدوامة التي يعيش فيها .
طلب ابو المحاسن من مساعده التخلي عن فكرة إقتناء الشقة الفاخرة و أن يبحث له عن ارض خلاء لينجز بها مشروعه ، إستل ابو المحاسن مظروفه و كلف مساعده بالبحث عن رفاق زمن السجن : اللواء مرسي بشتك و سيادة اللواء دكروري و الصول عتريس .
وجد ابو المحاسن ظالته ، فالنوم الذي يجافيه سيجده لا محالة في جو شبيه بالذي كان يعيش فيه في السجن ، ذهب ابو المحاسن باحثا عن احلام الخد الجميل فشيء ما شده إليها ، تقرب إليها و طلب منا الزواج فوافقت واعدة إياه باعادته إلى طبيعته .
في نفس الوقت كان مساعده قد وجد له أرضا بالمواصفات التي يريد ، و هاته الأرض قرر ان يبني فيها سجنا كالذي عاش فيه ثم يجلب رفاق حبسته الطويلة ، فهي الطريقة الوحيدة التي ستمكنه من مواصلة حياته على ما يبدو ، كان اول لقاء له مع سيادة اللواء مرسي بشتك .
تم ترتيب اللقاء في النادي الذي يمارس فيه الرياضة اللواء مرسي بشتك ، جلسوا جميعا حول طاولة يتبادلون اطراف الحديث ، كان ابو المحاسن فرحا و هو يشاهد امامه مدير سجنه السابق فهو كان يكن له أيما إحترام ، حدق مرسي في ابو المحاسن ثم قال : لقد تذكرتك لقد كنت افضل من يعتني بالمراحيض ، ثم اردف ابو المحاسن قائلا : اجل يا سيادة اللواء و كنت ايضا افضل من يلمع جزمتك ، و في هذه الأثناء خاطب مساعد ابو المحاسن اللواء المتقاعد و إقترح عليه فكرة ان يعمل مع الباشا ابو المحاسن ، فإمتعض بشتك مما سمع فهو لم يرض بأن يعمل لدى سجين سابق لديه و خصوصا انه كان من عجين السجن اي اولئك المساجين المسالمين ، فنهض مغادرا فلحق به مساعد ابو المحاسن و سأله عن راتبه الذي لم يكن يتجاوز 800 جنيه فإقترح عليه 3000 آلاف جنيه ، حينها عاد مرسي بشتك بعدما قبل العرض و وافق على العمل المعروض عليه بعد ان طلب ان يحضروا له حصانا للقيام بالمهمة .
بعد أن إتفق ابو المحاسن مع احلام الخد الجميل على الزواج قام بإصطحابها إلى الأرض التي إشترى ليريها إياها واعدا إياها بأن تكون المنزل الذي سيجمعهما في المستقبل تجولا معا لمدة ، لكن شيئا ما كان يشغل بال أحلام لم تكن تدري ما هو ، بعد ان جمع ابو المحاسن رفاق سجنه جميعا اللواء دكروري و الصول عتريس و كل المساجين و ذلك بعد ان فرغ من بناء العنبر الشبيه بالذي كان مسجونا فيه ، كان له اول يوم في سجنه القديم الجديد ، اللواء مرسي بشتك يمتطي حصانه ليتفحص طابور المساجين كعادته ، اللواء دكروري و كأنه فرد من افراد إدارة السجون يأمر و ينهي على حس اللواء دكروري ، الصول عتريس أيضا يقوم بدوره ، كان ابو المحاسن سعيدا و هو يرى ماضيه يتكرر امامه من جديد .
حل الظلام و عاد المساجين إلى عنبرهم ،جلس اللواء دكروري كعادته فوق كرسيه و المساجين من حوله ملتفون ينتظرون اوامره فهو آمر العنبر الذي لا ترد له كلمة ، فجأة صوب بصره نحو ابو المحاسن و قال له : آ لازلت تذكر يا ابا المحاسن اول يوم جئت فيه إلى السجن ؟
اجابه ابو المحاسن قائلا : و هل يمكنني ان انسى ذلك اليوم ، و قبل ان يكمل ابو المحاسن جوابه خاطبه الدكروري قائلا :إركب الهوا ياض و هنا بدأ المشهد يعاد من جديد بكل تفاصيله ، اول يوم دخل فيه ابو المحاسن إلى السجن ، في تلك الأثناء كان احلام قد ذهبت صوب المكان المعلوم و بدأت تتلص من نافذه صغيرة ذهلت لما رأت لم تستطع إستيعاب ما يدور امامها ، فلما إنتهت غادرت و هي حزينة لكل ما دار امامها و لصدمتها في ابي المحاسن.
مرت الليلة على ابو المحاسن و حل الصباح فذهب للقاء محبوبته ، لكنه حين إلتقاها لم تمهله كثيرا حتى صارحته بما رأت و طلبت منه ان يتركها و حال سبيلها فهي لا تريد المال و إنما تريد رجلا سويا يحس بها تمضي معه ما تبقى من عمرها ، لا رجلا مهووسا مريضا بالإستيلاب ، إستيلابه إلى ذكريات السجن التي لم يستطع ان ينفصل عنها ، مضت احلام إلى حال سبيلها ، و كانت كلماتها قد تركت وقعا كبيرا على ابي المحاسن الذي قرر بعدها ان يبحث عن الشخص الذي تسبب في ضياع عشرين سنة من عمره.
توجه ابو المحاسن صوب مساعده و أخبره انه يريد ان يقابل الكبير ، كانت رد فعل المساعد ان تجهم وجهه و رد عليه بالقول انه مستقيل من العمل معه منذ هذه اللحظة مطالبا بما تبقى من حسابه ، لكن ابا المحاسن اصر على طلبه مغريا مساعده بالمال هذا الاخير الذي إنصرف إلى حال سبيله تو بعد هاته المحادثة ، و بينما كان ابو المحاسن يمشي في طريقه وقفت صوبه سيارة رباعية الدفع نزل منها اشخاص إقتادوه عنوة إلى السيارة مغلق العينين ، فلما وصل وجد الشخص الذي قابله لأول مرة و الذي اخبره انه لا يرى إلى مرة واحدة ، فلما إلتقيا وبخه و ذكره بأنه جنى على نفسه ، طلب منه ابو المحاسن انه يريد مقابلة الزعيم الذي تسبب في سجنه و امام إصرار ابي المحاسن كان له ما اراد .
وقف ابو المحاسن امام زعيم المنظمة الذي كان جالسا على مكتب وثير يدخن سيجارا ، فدار بينهما حوار قصير ، إستغرب فيه الزعيم مما قام به ابو المحاسن فهو اخذ من المال الوفير فلماذا اصر على النبش في الماضي كان هذا هو سؤاله الذي وجهه إلى ابي المحاسن ، هذا الأخير الذي رد قائلا انه كان فقط يريد ان راه ليسأله لماذا فعل به ما فعل ، كان الحوار سجالا بين الرجلين ، بين شخص متسلط و شخص بسيط ، حينها سأل ابو المحاسن الزعيم قائلا : هل من الممكن ان يختار الإنسان كيف يموت ؟
و في هذه اللحظة بالذات إنقض ابو المحاسن على الزعيم ممسكا بخناقه بواسطة خيط الهاتف الذي لفه على عنق من تسبب في سجنه ثم القى بنفسه من النافذه الزجاجية جارا معه الزعيم إلى الهاوية .
مات ابو المحاسن و الإبتسامة على محياه كانت تلك على ما يبدو إبتسامة الرضا عن نهايته التي إختارها بنفسه له و لعدوه.
إنتهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق