حل اليوم الموعود و أعد الطباخ وجبة الإفطار و دس فيها ما أعطاه كيكو
النذل؛ إستيقظ كوكو الأب باكرا و تناول الإفطار رفقة عائلته و مرافقيه إلا الدكتور
كوكو الصغير الذي حمل كتبه و ولى الدبرإلى خلوته المعتادة لأنه يكره يكره لغة
القوة و ينبذ حوار العنف
لاحظ الأب غياب إبنه كوكو الصغير ؛ فكعا و أرغى و أزبد و إستشاط غضبا و أخد يتوعده بأشد العقاب حين عودته
لاحظ الأب غياب إبنه كوكو الصغير ؛ فكعا و أرغى و أزبد و إستشاط غضبا و أخد يتوعده بأشد العقاب حين عودته
إجتمع الدجاج كلهم و خرجوا عن بكرة أبيهم ليشهدوا النزال الثأري المرتقب بين زعيمهم و متحديه فليس من رأى كن سمع؛ و تحلق الجمهور حول ساحة العراك و كثر الكلام هذا يراهن على كوكو و الآخر يعزم و يقسم بأغلظ الإيمان أن كيكو سيكون الزعيم الجديد
بدأ النزال و أخد كوكو المبادرة و مضى يدخل لكيكو الضربات و النقرات و كيكو يدافع و يطاكي على مسائله القانونية و يصيح و يلعن الطباخ ؛ الذي ربما قد غشه و خذله و بلزه؛ وسط حيرة الجمهور و حماسه
إستمر النزال على هذا المنوال و يأس كيكو و فقد الأمل في هزيمة كوكو الجبار و فجأة ساد صمت غريب و عم المكان سكون رهيب فإنتفض كوكو و أخد يلوح بجناحيه بحركات غريبة و انتفخ و زاد حجمه و بدا كما لو أنه سينسلخ من جلده و إكفهر وجهه و إسود لونه و تدلت خنائنه المخاطية و أخد يتمايل و يكمكم و يقبقب و يصيح بأصوات غريبة و شمل الأمر كل مرافقيه و حاشيته؛ دهش الجميع و فغر كيكو فاه مما رأى ثم إستدرك الأمر و إستغل الفرصة و رد الصاع صاعين فأمسك بتلابيب كوكو و أخد يصفعه بشدة أمام ذهول الجميع و هو يصيح أنا الزعيم أنا الزعيم ''طق على راسك'' ثم أمسك كوكو بقوة و طرحه أرضا و فاز عليه بالنقرة القاضية و أعلن نفسه الزعيم الجديد و هو يتمايل و يتمختر مزهوا بفوز بنكهة الغدر و طعم الخيانة ، ثم أمر بأن يحمل كوكو رفقة فصيلته الممسوخة إلى خم معزول
حل المساء و عاد الدكتور كوكو الصغير حاملا مجلداته و كتبه و علمه الأسود و لما وصل إلى الخم سمع أصاتا غريبة ، ثم بحث عن أبيه و أمه فلم يجد لهما أثرا و فجأة رنا ببصره فإذا به يرمق كائنات غريبة لم يرها أو يقرأ عنها من قبل ، كائنات سوداء مجتمعة تغني بأصوات مبهمة كجماعة من السكارى الثملين و تصيح ''بيبي بيبي''
خرج كوكو يبحث عن والديه و هو في حيرة من أمره حتى بلغه الخبر اليقين أن والديه و عشيرته الأقربين قد مسخوا ؛ لم يصدق كوكو بادئ الأمر كيف يمكن لأبيه أن يتحول من ديك قوي إلى كائن عبيط ( و هو بيبي أو الديك الرومي) لكنه أسلم للأمر الواقع
تعددت التفسيرات بعد ذلك لهذه الحادثتة الغريبة، فهذا يقول إنهم أصابوا بمرض جديد نادر و الآخر يزعم أنها لعنة سماوية و عقاب رباني و ذاك يقول إنه فعل ساحر عليم
أما كوكو الصغير فلم يقتنع بهذا الإفتراض أو ذاك، فهو لا يؤمن إلا بالعقل و المنطق و العلم فقطع على نفسه وعدا أن يمضي حياته بحثا عن الحقيقة ؛ حقيقية هذا التحول الغريب حتى يمكنه بعذ ذلك أن يجد الترياق الشافي؛ فكوكو كان دائما يردد '' فهم المشكل طريق حله ''
هامش
كمكم؛ أصلها غمغم أي تكلم بصوت مبهم و غير مفهوم
طق على راسك؛ عبارة تستعمل للتشفي
قبقب، قام
بحركات تدل على التردد و الخوفو ضعف الهمة و يقال إنسان قبقاب أي تنقصه الجرأة و
العزيمة و رباطة الجأش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق