7/15/2017

الحلقة الرابعة عشرة: قاقا


فلما سمع الامير ما قاله الحصان القلدة الشهير بعرندس حك راسه و ضحك ساخرا و قال : كيف لك ان تجد الاميرة و ذلك الارعن سلحمار فيما عجز خيرة فرسان المملكة عن العثور عليه، اغرب عن وجهي يا هذا العرندس و إلا قصصت لك دوك جوج زغيبات اللي عاجبينك. 
تبسم عرندس فاجابه: عفوك يا مولاي ماذا ستخسر لو منحتني فرصة إن نجحت كان لي ما اريد و تنال انت ما تريد ، و إن فشلت مريضنا ما عندو باس . 
سكت الامير هنيهة و قال:إذهب لك ما تريد و لكن إن فشلت فاعلم اني ساقطع راسك اينما كنت عقابا لك على هذا التبجبيج إنصرف الان. 

خرJ خرج عرندس من البلاط يفكر فيما سمعه من الامير و كيف ان حياته اصبحت مهددة بالخطر ، لم يضيع عرندس الوقت و بدا بحثه في الحين و اول ما خطر بباله هو ان يقتفي اثره بدأ من منزل والديه إنطلق عرندس يسابق الريح تجاه كريان الحمير فلما وصل دق باب المنزل فاجابته والدة سلحمار و فتحت له الباب بادرها بالتحية و سالها عن سلحمار موهما إياها بانه صديق قديم يحمل له امانة و يود ان يسلمه إياها. 
إغرورقت عيناه بالدموع و قالت له : منذ ان هرب سلحمار ولدي العزيز لم اسمع قط خبرا عنه. 
فهم عرندس انه لا جدوى من سلوك هذا المسلك و بينما هو يمضي في حال سبيله سمع ام سلحمار تناديه فرجع في الحين . 
فبادرته : هل انت فعلا صديق سلحمار و ما هي الامانة التي تحملها إليه. 
ابرقت عيناي عرندس فاخبرها انه عشير سلحمار الروح ب الروح كان قد سافر في تجارة منذ سنين و يود إرجاع دين قديم في ذمته إلى ولدها . 
اخبرته ام سلحمار ان المرة الوحيدة التي سمعت فيه خبرا عن ولدها كان من صديق له يسكن بجوارهم ابلغها سلام ابنها و انه بخير و على خير و كان ذلك بعد شهر و نصف من مغادرته الكاريان . 
سالها عرندس عن هذا الحمار حتى يستفسر منه فارشدته إلى منزلهم. 
حياها عرندس ثم إنصرف يفكر في هذا الخيط الرفيع الذي بين يديه ، فقرر ان يعزل هذا الحمار لوحده حتى يتمكن من معرفة ما يريد. 
لبد له عرندس النهار بطوله فلما خرج و كان الوقت ليلا باغته و ابرحه ضربا و اخده معه إلى خلاء بجوار الكاريان. 
لم يفهم صديق سلحمار ماذا جرى فقد وعيه فلما إستفاق وجد نفسه مربوطا إلى شجرة و امامه حصان قوي. 
ضحك عرندس و قال له: من الاخير ستخبرني عن مكان سلحمار و إلا رايت مني ما لم ترى في حياتك . 
انكر الحمار معرفته بسلحمار ، فإستشاط عرندس غضبا فليس له الكثير من الوقت ليضيعه ، فقال: ساعطيك اخر فرصة لتخبرني عن مكان سلحمار فقد علمت انك انت من ابلغ امه سلامه. 
إستمر الحمار في الإنكار ، نظر إليه عرندس و ضحك الان ستتكلم رغما عنك دس يديه في جيبه فاخرج حبة و قال له : اتعلم ما هاته ، هاته "قاقا" التي ستجعلك تتكلم بخاطرك و تقول كل شيء. 

كان عرندس يعاني من قلة النوم و إضطراب في نفسيته جراء حياة الهانتر التي يعيشها ، و كانت قاقا هي سبيله الوحيد إلى النوم و الإسترخاء ربع حبة منها كافية بان تجعل فيلا ينام.
 
اجبر عرندس الحمار علي تناول حبة كاملة من قاقا و ربط له جفونه باعراش الشجرة حتى لا يتمكن من إغلاق عينيه ثم حمل عصى بين يدي يهشه بها بين الفينة و الاخرى ضحك و قال : إبقى قابلني لو نامو عينيك ولا ليلة و لا يوم ياشغلني بيك، الان اخبرني اين إلتقيت سلحمار.
 
إستمر الحمار في المقاومة رغم العذاب الشديد الذي يحس به.
 
ضحك عرندس مرة اخرى و قال : طب ليه بداري كده و انا داري كده ...
 
بدا النوم يغلب على الحمار لم يعد يستطيع المقاومة فإستسلم و اخبر عرندس بكل شيء كيف انه خلال تجواله إلتقى بسلحمار بقرية بجوار النهر الكبير تدعي بانيون.
 
الان سادعك تنام تنام وتنام تصبح على خير فك وثاقه فسقط الحمار ارضا و ماهي إلى ثواني حتي سمع عرندس صوت شخيره.
 
فقال : يا سلام عليك يا "قاقا" .
 
لم ينتظر عرندس كثيرا فإنطلق يعد الخطى باحثا عن بانيون و النهر الكبير،إستمرت رحلته الليل بطوله فلما حل الصباح وجد نفسه وسط سوق اسبوعي فإنتابته قشعريرة يا ترى هل إقترب فعلا من مبتغاه و هو الهانتر الشهير الذي لم يفشل يوما في مهمة اخذ يتجول بين باعة داوء الصراصير و الڭزيما و اصحاب الريكلام فلما إنتابه الجوع توجه صوب باعة الخضر و الفواكه فتوقف امام احدهم كان يفترش الارض عارضا قليلا من الفواكه التي اسالت لعاب العرندس فسال البائع عن ثمنها ، فلما تقابلت عيناهما تسمر كل في منهما في مكانه...
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname