1/11/2017

الحلقة السابعة : محاولة إنتحار



ساد القاعة سكون رهيب ، تجمدت معه أوصال سلحمار و هو يرى احمرار وجه الملك و يترقب ردة فعله ، فجأة صرخ الملك مناديا الحرس ، فلما حضروا أمرهم بتكبيل سلحمار ثم خاطبه قائلا :
- اعلم يا سلحمار لولا معزتك عندي لكنت فصلت رأسك عن جسدك ، لكن ساعفوا عنك و عن وقاحتك تجاه جلالتنا أعتبر ما صدر عنك طيشا ، على أن لا أراك مجددا أنت و اهلك اذهب إلى حيث لا تطالك يدي .

فصرخ في وجه الحراس: 
-أرموه خارج القصر و إن حدث و لمحه أحدكم في المحيط فليقتله دون شفقة
؛ اغربوا عن وجهي جميعا .
ألقى الحرس بسلحمار خارجا، ثم انطلق مسرعا من هول الصدمة فلما دلف إلى منزله طلب من والديه أن يجمعا في بردعتهما ما استطاعا لأنهم سينطلقون بعد قليل ، لم يفهم والدا سلحمار شيء لكنهما من منظر ابنهما و تصرفاته أيقنوا أن هناك مصابا جللا، فحملا ما استطاعا ، و خرجوا جميعا لا يدرون وجهتهم.

في الجانب الآخر، جلس الملك قليلا بمفرده ثم صعد مسرعا إلى جناح ابنته الفتاة المهرة الجميلة ؛ فوجدها في انتظاره كأنها تعلم شيأ أو تنتظر وقوع شيئ ما ، فحيته و قبلته ، ثم جلس الملك في ركن الغرفة يفكر كيف سيفاتح ابنته في الموضوع ، ثم سألها :
- أتدرين ما الذي حصل اليوم؟
فأجابته: 
-كيف لي أن اعلم يا والدي العزيز.
ثم قال : 
-لقد طردت سلحمار و نفيته بعيدا لأنه تجرأ علي و طلبك للزواج.
لم تصدق الفتاة المهرة الجميلة ما سمعت ثم صرخت : 
-إنني احبه يا ابي و لن أرضى بغيره زوجا لي و استرسلت في البكاء حزنا على حبيبها الذي ضاع منها.
فأجابها الملك معاتبا :
- ويحك انسيتي من تكونين انت الاميرة وهو مجرد حمار مهما بلغ من العلم يبقى مجرد حمار وضيع أكرمته فتمرد علي.
ثم قالت : 
-لكني أحبه يا أبي أرجوك .
فاجابها غاضبا : 
-كفي عن هذا الهراء و من اليوم لن ترينه أبدا ، و في الأسبوع المقبل استعدي لخطبتك على ابن عمك الفارس الهمام.
انصرف الملك إلى بلاطه تاركا الأميرة غارقة في بحر الحزن تكفكف دموعها لا تعرف ما الذي سيصيب حبيبها سلحمار .
استدعى الملك على وجه السرعة ابن أخيه ليمثل بين يديه على وجه السرعة ؛ فلما حضر اخبره الملك بان يستعد لخطبته على الفتاة المهرة الجميلة الأسبوع المقبل.
مرت الأيام بسرعة وحل موعد الخطبة ، يوم ازدانت معه جنبات القصر فرحا بالحدث السعيد الحزين؛ كان الكل فرحا ما عدا الفتاة المهرة الجميلة التي انفطر قلبها حزنا على محبوبها الذي لم تعد تراه أو تسمع أخباره، كانت في غرفتها رفقة مزينتها تحضرها و تؤنتكها ، بينما الأمير كان جالسا يدخن شيشته و ينتشي رفقة خادمه على انغام موسيقى الشاب مامي ، ثم طلب من خادمه ان يستيكي له تعميرة جديدة علشان يعدل المزاج ؛ حتى سمع صوتا يناديه من بعيد صوت عمه الملك يبحث عنه ، فجمع الوقفة و إنطلق في الحين ، وبينما هما جالسان ينتظران قدوم العروس، سمعوا صراخا مدويا ، فهرول الملك و قفز من مكانه فقابلته مربية ابنته التي أخبرته أن الأميرة حاولت الإنتحار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname