12/23/2016

الحلقة السادسة : حب مستحيل




في الحلقات السابقة رأينا كيف نشا سلحمار الحمار النشيط و ترعرع عصاميا حتى تمكن من دخول بلاط الملك الحصان من بابه الواسع وتكلف بتعليم الأميرة الفتاة المهرة الجميلة ثم كيف نشأت بينهم أول قصة حب في التاريخ ، حب استلهم منه الشعراء و الأدباء الشيء الكثير فيما تلا من الأزمان.
استمر سلحمار و الحسناء في الالتقاء فصار حبها يكبر يوما بعد يوم، و أحس بعدها سلحمار بتوتر شديد أصبح يؤرقه فهو لم يعتد أن يغلب قلبه على عقله فهو الذي عرف عنه حكمته و رجاحة عقله فهو يعرف انه حمار و هي الأميرة ، فما هي نهاية هذا الحب الذي في نظره حب مستحيل، قرر حينها سلحمار أن يواجه محبوبته بالواقع و يذكرها بالواقع و يذكرها بالفرق الشاسع بينهما و بان حبهما مستحيل، بعيد المنال بعد السماء عن الأرض .
و في صباح يوم جميل مشمس جلس سلحمار رفقة محبوبته في حديقة القصر

يتبدلان أطراف الحديث، و الفتاة المهرة الجميلة التي أحبت سلحمار كثيرا كانت سعيدة رفقة محبوبها ، و فجاءة وقف سلحمار ينظر إلى السماء شاردا مدة من الزمن ، فأحست الأميرة بان أمرا خطيرا يشغل بال سلحمار فهي لم تعتد منه هذا السلوك ، فخاطبته قائلة مالي أراك شاردا يا حبيب قلبي و نور عيني ،
فأجابها قائلا: أميرتي كيف لحبنا أن يكبر و هو محكوم عليه بالإعدام في مهده ، كيف لي و أنا الحمار الضعيف الفقير الطمع في البقاء معك و أنت الأميرة المدللة بنت الملوك وحفيدة الملوك ، أحست الفتاة المهرة الجميلة بالحنق و الغضب الشديدين ، فقالت له سلحمار أنا احبك و هذا كل ما يهمني و لا شيء اخر، فقال سلحمار : ولكن يا أميرتي كيف السبيل إلى الحفاظ على حبنا فانا أيضا احبك و لا أتصور حياتي بدونك.
سكتت المهرة الجميلة برهة ثم قالت له اخطبني من أبي ، ثم نتزوج ، تجهم وجه سلحمار مما سمع واستعصى عليه تقبل ما سمعت أذناه الطويلتان ، فقالت له أنت عزيز عند أبي و هو يحبك و لن يرفض لك هذا خصوصا و أنا ابنته الوحيدة و أنا احبك و لن ارضي بغيرك جوجا لي.
قبل سلحمارالفكرة على مضض بسبب حبه الجارف للفتاة المهرة ، فعقد العزم على خطبة الأميرة و اللي ليها ليها غير صاعدة غير صاعدة .
إنصرف سلحمار عائدا إلى منزله يفكر فيما سيقوله للملك و كيف سيدخل عليه بالمفيد ، ظل الليل كله مستيقظا حتى حل الصباح و انطلق للقاء الموعود.
دخل سلحمار إلى البلاط لرؤية الملك و بعد أن ألقى عليه التحية و تحتتا قليلا حيث سأله الملك عن أحوال صغيرته المدللة ، قاطعه سلحمار قائلا بعد أن استجمع قواه : سيدي الملك المبجل أريد أن تمنحني إجازة .
ضحك الملك من سلحمار قائلا اهذا كل ما تريد ؟
أجابه سلحمار صراحة لذي طلب آخر ، فخاطبه الملك قائلا إطلوب و تمنى يا للي بتريدو راح بعطيه إلك تؤبرني يا حبيب البي إنتا .
إنفرجت اسارير سلحمار قليلا بعد أن تحدث معه الملك باللهجة اللبنانية التي كانت سائدة انذاك في أوساط الاحصنة ، ثم خاطبه قائلا شكرا لك يا مولاي.
إذن اطلب يا للي بتريد ليك شو هيذا شرشحتني يا سلحمار.
فاخبره سلحمار: أريد خطبة ابنتكم الجليلة سيدي الملك .
احمر وجه الملك و ساد البلاط سكون رهيب ....
توبي كونتينيود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname