8/03/2017

الحلقة الأخيرة


 
إنطلق العرندس و معه المهرة الجميلة صوب العربة ، ترجته الاميرة باكية بانها لا تستطيع فراق إبنها ، فحقق لها ما تريد و احضره لها.
توجه عرندس صوب القصر يحمل معه صيده الثمين يسابق الريح حتى وصل فدخل على الامير و معه المهرة و ولدها.
صعق الامير من شدة الدهشة لم يصدق ما رات عينيه إنه العرندس و معه الاميرة حقا، حياه العرندس مبتسما ها هي ذي الاميرة و ولدها بين يديكم يا مولاي، فاين هي مكافئتي؟
اجابه الامير: إذهب إلى الحاجب و سيعطيك ما تريد إنصرف الان.
غادر عرندس و الفرحة تغمره من اول راسه إلى اخمص قدميه و بينما هو ماض في طريقه نادى عليه الامير قائلا : اين هو سلحمار الم تحضره معك ؟
اجابه عرندس: لقد تركته ، ظننت انكم تريدون الامرة فقط.
فرد عليه الامير:إذن إتفاقنا غير كامل و ليس لك عندي اي شيء.
لكن يا مولاي قال عرندس.
هذا كلامي إن اردت عطيتك فعليك ان تحضر لي سلحمار مكبلا بين يدي.
إنصرف عرندس يندب حظه العاثر ، بينما بقيت الاميرة رفقة إبن عمها وولدها الصغير تبكي حزنا لما جرى لها ، تقدم الامير نحوها مخاطبا: الست سعيدة بعودتك إلى قصرك بين اهلك و عشيرتك؟
اجابته المهرة: اريد رؤية والدي الملك اين هو؟

هدئي من روعك يا مولاتي سنذهب لرؤية الملك الكبير الان ، رافقها إلى حيث كان يرقد والدها ، دخلت عليه و الدموع في عينيهما تعانقا قبلته و قبلها، لقد إشتقت لك كثيرا يا بنيتي ، لكلم بحثت عنك لكن دون جدوى ، قال الملك.
اجابته الاميرة :سامحني يا والدي العزيز انا ايضا إشتقت إليك كثيرا .
سالها الملك فجأة : لكن قولي لي كيف جئت إلى هنا و اين هو زوجك سلحمار؟
قاطعه الامير: لقد عثر عليها احد فرساننا و رافقها إلى القصر يا مولاي.
قالت الاميرة: انظر يا والدي العزيز إنه حفيدك ؛ قبله الملك الكبير و عانقه و امر الامير بالإنصراف و ان يدعه و إبنته لوحدهما.
إنصرف الامير فلما وصل إلى الباب اقفله و ظل ينصت لما يدور بين الملك و إبنته من كلام ، إبنتي العزيزة سامحني على تعنتي معك، ارجوك عودي انت و زوجك سلحمار و اسكنا القصر معي فانا كبرت و صحتي بدات في التدهور ولن اجد احسن منك و من زوجك لتولي الخلافة من بعدي.
اجابته الاميرة: احقا تتكلم يا والدي ، لكم إنتظره هذا اليوم بفارغ الصبر .
الملك: سامر الحرس بان يحضروا إلينا سلحمار لكي ننعم بما تبقى لي من عمر سويا .
إستشاط الامير غضبا لم سمعه ، ماذا سيفعل هل يسمح لعدوه اللذوذ سلحمار ان ياخذ مكانه لم يستسغ الفكرة فقرر ان ياخذ بزمام المبادرة بين يديه ، عاد إلى البلاط فنادى على كبار القادة و اخبرهم بان الملك ينوي تسليم الحكم لسلحمار و هو ما لن يسمح به و عليهم ان يمتثلوا لاوامره حفاظا على المملكة ، فنادى على قائد  الشرطة و امره بان يمنع الدخول او الخروج إلى جناح الملك إمتثل قائد  لامره و إنصرف في الحين.
اما في الجانب الاخر بوادي بانيون ، إستيقظ سلحمار و إستعاد شريط الذي حصل ادرك حينها ان زوجته و ولده إختطفا لم يتردد حمل سيفه و إنطلق يعدو على غير هدي بحثا عنهما كان يتبع فقط حدسه .
اما الامير من جهته ادرك ان سلحمار قادم إليه لا محالة بحثا عن زوجته فخرج حينها على راس كتيبة من الفرسان و قام بإحتجاز والدي سلحمار فالقى بهما في احد اقبية القصر السرية و ضرب حصارا شاملا على كريان الحمير فارضا حظرا للتجول على سائر الحمير و اعطى اوامره بدق عنق كل مخالف.
اما صديقنا العرندس فقد قرر العودة بحثا عن سلحمار حتى يتسنى له اخد جائزته ، الدنيا مقلوبة كل يبحث عن الاخر ، إنطلق عرندس راجعا من حيث اتى، اما سلحمار فقد كان غاديا على غير هدى ، حل الظلام إنتابت عرندس نوبة عصبية حادة بحث عن قاقا ليتناولها لكنه لم يعثر لها على اثر جن جنونه فسقط مغشيا عليه ، اما سلحمار بجلس يستريح قليلا حتى سمع صوت انين قادم من هنالك تقدم سلحمار نحو مصدر الصوت ، دهش لما راى إنه الحصان الذي إختطف زوجته غائب عن الوعي و يهذي بكلام غير مفهوم : قاقا قاقا قاقا ....
قام سلحمار و تناول حقيبته التي لم تكن تفارقه فهم ان الحصان يعاني من خطب ما و عليه مساعدته مهما كانت الظروف، صنع سلحمار وصفة من الاعشاب الطبيعية على طريقته السلحمارية ثم ناولها إلى عرندس و ما هي إلا لحظات حتى غط في نوم عميق بينما بقي سلحمار يفكر الليل بطوله في مكان زوجته.
حل الصباح إستيقظ العرندس فوجد سلحمار بجنبه لم يفهم اي شيء ادرك ان سلحمار من انقذه من موت محقق ، شكر سلحمار اجابه سلحمار : كيف تشعر الان؟
هز عرندس راسه ثم قال : زوجتك و ولدك بقصر الملك الكبير.
لم ينتظر سلحمار فإنطلق يعدو مسرعا صوب مدينته القديمة.


فهم سلحمار انه لا مفر من المواجهة، فزوجته و ولده على المحك و لربما كذلك والداه قد يكونان ايضا في خطر، واصل سيره نحو موطنه ، اما فلول فرسان الامير فقد إنطلقت بحثا عنه بعد ان طوقت كريان الحمير، الملك و إبنته محتجزان في غرفته لم يدرك الملك الحقيقة بداية حتى حاولت إبنته الخروج فمنعها الحرس على اساس انها اوامر الامير، ادرك الملك ان إبن اخيه يخطط لشيء ما فطلب من إبنته التريث ، عادت الاميرة المهرة الجميلة لتجلس بجانب والدها وولدها.
وصل سلحمار إلى منزل والديه فلم يعثر لهما على اثر اخبره الجيران بما حصل و كيف ان حرس الامير قاموا بإقتيادهما عنوة ، حينها ايقن سلحمار ان الهروب او الاختفاء لم يكن و لن يكون الحل ، إستل سيفه و إتجه نهو قصر الملك كان خبر عودته قد سرى بسرعة بين الحمير إلتف الجميع حوله متضامنين معه حتى الموت، جمع سلحمار جيشا صغيرا تحت قيادته ، اما جواسيس الامير فل يتوانوا في نقل ما يحصل إلى اميرهم الذي مازال يبحث عن غريمه، سلحمار هنا إذن هاته هي الفرصة حتى ينال من و يظفر بالاميرة و العرش ، حل الليل و دقت الطبول معلنة تمرد الحمير بقيادة سلحمار الذي امضى الليل بطوله يفكر و يفكر كيف و هم الزمرة الصغيرة التي لم تعتد حمل السلاح على مواجة فرسان الامير ، حتى إهتدى إلى فكرة قد تمكنهم من الإنتصار ، قام سلحمار بتغييس مساحة كبيرة بالماء على اساس ان يستدرجوا لها الفرسان فيسقطوا و يصعب عليم الحراك فيكونوا فريسة سهلة المنال فهم رفاق سلحمار خطته فإستعدوا لها جيدا حتى إعتادوا الجري في الوحل ، قدم الامير و فرسانه بدات المعركة إستعرت فقام سلحمار و رفاقه بإستدراجهم إلي المكان المعلوم فبدا فرسان الامير يتساقطون الواحد تلو الاخر لم يفهموا ماذا يحصل لم يستطيعوا الحراك فبالاحرى القتال.
هزم الامير هزيمة نكراء على يد سلحمار ففر عائدا إلي قصره يجمع ما يبقى له من جند فنزل إلى القبو و معه كل من الملك و الاميرة و ولدها ليفكر فيما سيفعله بعد هاته الهزيمة النكراء امام سلحمار ، إتجه سلحمار صوب البلاط لم تعترض سبيله اية مقاومة حتى دخل إلى القصر فاخذ في البحث عن زوجته ولده ووالديه لم يعثر لهم على اثر مرت الساعات طويلة
سلحمار في البلاط لكنه لم يعثر على ضالته ، احس بالاحباط فقد فعل المستحيل من اجل إنقاذ اعزاءه لكنه لم ينجه ، اما في القبو السري فكان الامير رفقة قليل ممن تبقوا من حرسه يقتادون الملك و معه الاميرة وولدها وابوي سلحمار ، و بينما هم ماضون في طريقهم حتى باغتهم ملثم قطع عليهم الطريق فاطاح بحرس الامير الواحد تلو الاخر فإنقض على الامير فقيده و اطلق قيود الملك و من معه و طلب منهم مرافقته حتى يعيدهم من حيث اتوا ، لم احدهم من هذا الملثم الذي انقذهم و لماذا فلما سالوه لم يجبهم، إستمروا يخترقون الدهاليز حتى وصل بهم إلي البلاط هناك دخلوا ، فرح سلحمار لما راى عائلته امام عينيه سر كثيرا لم يصدق عيناه تقدم نحوهم و قبل ان يستفسر عن اي شيء اماط الملثم اللثام عن وجهه ، إنه عرندس: سلحمار إن إنقاذك لي يومها و كرمك معي اسراني فقد صنعت في جميلا و انقذت حياتي و ها انا ارده لك الآن ، ها هم اهلك اما المير فهو مكبل هناك .
سلحمار: إني اعجز عن الكلام شكرا لك يا عرندس ، لكن اخبرني كيف وجدتهم و اين.
عرندس: هذا سر المهنة ماشي غير اجي و كون عرندس.
جلس الملك على عرشه من جديد و اعلن نهاية العصيان و التمرد و الغي حالة الطوارئ و نادى علي مجلس الحكماء فقرروا ما يلي: فك الحصار عن الحمير إلغاء التفرقة العنصرية و إحقاق المساواة بين الجنسين تعيين سلحمار وزيرا لدى الملك.
اما عرندس فامر له الملك بوزنه شعيرا و حنطة و اعطاه قصرا و اراضي ليعيش منها ما تبقى له من حياة مرتاحا.
اما الامير فقد حكم عليه جراء خيانته بالسجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة .
وعاش الجميع في سلام و محبة .
و إلي اللقاء قريبا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname