8/26/2022

جحا و الفتاة العلمانية

جحا و الفتاة العلمانية

 

 كعادته إستيقظ أبو الجحاجيح، يرغد و يزبد على حماره قائلا :

* عليك اللعنة يا حمار ، أكل و مرعى و قلة صنعة ، إنهض و إلا بعتك  لبني علمان يضعونك في قفص و يلتقطون معك صور الإنس و الجن غرام .

لم يكد جحا يكمل كلامه حتى نهض حمار جحا من مكانه قائلا :

* أرجوك يا جحا إلا بني علمان إنهم جوعى و لن يطعموني سوى الحنطة .

أجابه جحا :

إنهض لقد كلفني الشهبندر بمهمة عاجلة و يجب أن ننجزها و إلا طردنا من السوق و حرمنا من ورد الشعير اليومي و المقوتات .

إستطرد حمار جحا قائلا :

* ما هي المهمة يا ترى ؟

أجابه جحا :

* أنت تغلق فمك هذا الذي لا يصلح سوى للنهيق نهارا و الشخير ليلا و ما بينهما تأكل من رزقي يا كبير الأذنين .

ضحك حمار جحا و قال :

* عبيب ئلبي يا أبا الجحاجيح أنا لي مين غيرك يدلعني ، يا ريت لو عدنا لبغداد كان من الأفضل ، فالحياة مع الفرنجة صعبة جدا .

أجابه جحا :

* لماذا صعبة يا سليل آل حمير ؟

فرد عليه حماره :

*نساؤهم جميلات و يضعن العطور و يبرزن الصدور من الفطور إلى السحور .

ضحك أبو الجحاجيح ثم قال :

*صدقت أي و الله ، و يؤسفني أن أخبرك أن مهمتنا اليوم هي أنني سأقوم بجولة رفقة فتاة فرنجية علمانية من هذا النوع على ظهرك أيها اللعين.

ضحك حمار جحا و أجابه :

* الله عليك يا حبيب والديك ، تقصد فتيات الخمسين كيلوغرام ، إنهن وزن خفيف الذبابة و ريح حفيف ، أكيد هندلع مأكولات شرقية و غربية و قد تهدينا مشروبا سحريا سمعت به يسمونه ريد و  بول .

أجابه جحا :

* تقصد عصير الشعير يعني يا حمار، لقد سمعت به أيضا و سمعت أنهن يشربن موخيطو العذراء ، و الله يا حمار هؤلاء العلمانيين غريبوا الأطوار لديهم الأموال و يأكلون الدجاج بالبطاطس و الزيتون ليمضوا أسبوعا في مالاقا .

ضحك الإثنان و إنصرفا في طريقهما نحو الفتاة العلمانية .

فلما وصلا وجدا فتاة في إنتظارهما تلبس تنورة قصيرة حمراء ا و تضع قرطا ذهبيا في أنفها 

فقال جحا لحماره :

* يخرب بيت المزز الحلوة 

فأجابه حماره :

* أريد أن أقبلها يا أبا الجحاجيح .

ضحك جحا و قال :

* إنهن ريش على ما فيش 

تقدم جحا نحوها و قال:

* السلام على من إتبع الهدى 

فأجابته قائلة :

* اووووه جحجوح كما وصفوك لي ، لحيتك جميلة و ملامحك رجولية مثل جحا بغداد تماما ، هل لي بصورة معك يا جحجوح قلبي .

قاطعها جحا قائلا :

* إختشي يا ولية هل تظنينني من الفتيان الصقالبة ، صلي على رسول الله .

فأجابته :

*أنا ربوبية لا أومن بالأنبياء 

أجابها حمار جحا :

*هل تقصدين أن ربك هو الدرهم و الدينار ؟

إستشاطت العلمانية غضبا  و قالت :

*حمارك غير مؤدب يا جحا .

أجابها جحا :

*فعلا إنه كذلك لكنه حمار صادق هههه، كيف ربوبية هل تسبين الرب مثلا إخس.

أجابته :

*جحا يبدو أنك متخلف

أجابها جحا : 

*إذا كان هذا هو التخلف فأنا أبو التخلف ، ما طلبك يا فتاة ؟

أجابته :

* أريد أن آخذ معكما صورة لأنشرها في صفحة المسافرات على الفيسبوك ، بعدما سمعنا أنك مشهور في الإنترنت ، و نريد إستقطابك لتنظم إلينا .

أجابها جحا :

* ويحك يا ولية ، هل تظنينني بهلوان ، عليك لعنة أجدادي جدي جحا البيزنطي أنت و التنظيم الإرهابي .

ضحك حمار جحا و قال :

* و الله ريش على ما فيش ، حتى أنها لم تكلف نفسها أن تطعمني مدا من الحنطة .

إنصرف جحا و حماره و هو يقول :

*قبح الله سعيك يا شهبندر حتى أنت طلعت أبو أسير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname