جحا و الفتاة العلمانية
كعادته إستيقظ أبو الجحاجيح، يرغد و يزبد على حماره قائلا :
* عليك اللعنة يا حمار ، أكل و مرعى و قلة صنعة ، إنهض و إلا بعتك لبني علمان يضعونك في قفص و يلتقطون معك صور الإنس و الجن غرام .
لم يكد جحا يكمل كلامه حتى نهض حمار جحا من مكانه قائلا :
* أرجوك يا جحا إلا بني علمان إنهم جوعى و لن يطعموني سوى الحنطة .
أجابه جحا :
إنهض لقد كلفني الشهبندر بمهمة عاجلة و يجب أن ننجزها و إلا طردنا من السوق و حرمنا من ورد الشعير اليومي و المقوتات .
إستطرد حمار جحا قائلا :
* ما هي المهمة يا ترى ؟
أجابه جحا :
* أنت تغلق فمك هذا الذي لا يصلح سوى للنهيق نهارا و الشخير ليلا و ما بينهما تأكل من رزقي يا كبير الأذنين .
ضحك حمار جحا و قال :
* عبيب ئلبي يا أبا الجحاجيح أنا لي مين غيرك يدلعني ، يا ريت لو عدنا لبغداد كان من الأفضل ، فالحياة مع الفرنجة صعبة جدا .
أجابه جحا :
* لماذا صعبة يا سليل آل حمير ؟
فرد عليه حماره :
*نساؤهم جميلات و يضعن العطور و يبرزن الصدور من الفطور إلى السحور .
ضحك أبو الجحاجيح ثم قال :
*صدقت أي و الله ، و يؤسفني أن أخبرك أن مهمتنا اليوم هي أنني سأقوم بجولة رفقة فتاة فرنجية علمانية من هذا النوع على ظهرك أيها اللعين.
ضحك حمار جحا و أجابه :
* الله عليك يا حبيب والديك ، تقصد فتيات الخمسين كيلوغرام ، إنهن وزن خفيف الذبابة و ريح حفيف ، أكيد هندلع مأكولات شرقية و غربية و قد تهدينا مشروبا سحريا سمعت به يسمونه ريد و بول .
أجابه جحا :
* تقصد عصير الشعير يعني يا حمار، لقد سمعت به أيضا و سمعت أنهن يشربن موخيطو العذراء ، و الله يا حمار هؤلاء العلمانيين غريبوا الأطوار لديهم الأموال و يأكلون الدجاج بالبطاطس و الزيتون ليمضوا أسبوعا في مالاقا .
ضحك الإثنان و إنصرفا في طريقهما نحو الفتاة العلمانية .
فلما وصلا وجدا فتاة في إنتظارهما تلبس تنورة قصيرة حمراء ا و تضع قرطا ذهبيا في أنفها
فقال جحا لحماره :
* يخرب بيت المزز الحلوة
فأجابه حماره :
* أريد أن أقبلها يا أبا الجحاجيح .
ضحك جحا و قال :
* إنهن ريش على ما فيش
تقدم جحا نحوها و قال:
* السلام على من إتبع الهدى
فأجابته قائلة :
* اووووه جحجوح كما وصفوك لي ، لحيتك جميلة و ملامحك رجولية مثل جحا بغداد تماما ، هل لي بصورة معك يا جحجوح قلبي .
قاطعها جحا قائلا :
* إختشي يا ولية هل تظنينني من الفتيان الصقالبة ، صلي على رسول الله .
فأجابته :
*أنا ربوبية لا أومن بالأنبياء
أجابها حمار جحا :
*هل تقصدين أن ربك هو الدرهم و الدينار ؟
إستشاطت العلمانية غضبا و قالت :
*حمارك غير مؤدب يا جحا .
أجابها جحا :
*فعلا إنه كذلك لكنه حمار صادق هههه، كيف ربوبية هل تسبين الرب مثلا إخس.
أجابته :
*جحا يبدو أنك متخلف
أجابها جحا :
*إذا كان هذا هو التخلف فأنا أبو التخلف ، ما طلبك يا فتاة ؟
أجابته :
* أريد أن آخذ معكما صورة لأنشرها في صفحة المسافرات على الفيسبوك ، بعدما سمعنا أنك مشهور في الإنترنت ، و نريد إستقطابك لتنظم إلينا .
أجابها جحا :
* ويحك يا ولية ، هل تظنينني بهلوان ، عليك لعنة أجدادي جدي جحا البيزنطي أنت و التنظيم الإرهابي .
ضحك حمار جحا و قال :
* و الله ريش على ما فيش ، حتى أنها لم تكلف نفسها أن تطعمني مدا من الحنطة .
إنصرف جحا و حماره و هو يقول :
*قبح الله سعيك يا شهبندر حتى أنت طلعت أبو أسير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق