3/18/2012

الجزء الثالث من كوتومبو و قراصنة الصومال



في التو والحين قام القرصان الارعن بمصادرة ساعتي و هاتفي الموتورولا و جردني من كل ادواتي ، راديو الترانزستور الآلي شفرة الحلاقة بلاي ستيشن محمول نظارات شمسية راي بان كذلك جهاز الستريو وشرائط عمر ذياب وحتى حذائي اخذوه مني ، يا حسرتاه علي ، نظت إلي القرصان قائلا : الآن أرني كيف ستخلص نفسك و تهرب مني هذه المرة.


أمر القرصان رجاله بإحضار القفص الذي بحوزتهم و إلقاء كوتومبو فيه ثم وضعوه فوق الجمل و إنطلقوا عائدين صوب مقرهم الدائم.
وفي الطريق جلست أنذب حظي العاثر الذي قادني إلى هنا فأنا كوتومبو رجل المخابرات الجهبيد جئت من أجل القبض على القراصنة فإنتحي بي الأمر في قفص خشبي مثل قردة السيرك إخس.
و في الطريق ظل القرصان يغني منتشيا بصيده الثمين الذي سيقايض به ثمنا غاليا خصوصا أن سوق القرصنة نائم هذه الأيام بالإضافة إلى إشتداد المنافسة ، وكذلك ما زال بذمتة رواتب رجاله المستحقة و غيرها الكثير .
كانت الحسرة تخترق احشائي و تلتهم امعائي لو فقط تأخروا قليلا كنت إلتهمت عشائي ، آه يا أرنوب صورتك مازالت بين عيني ، يجب على ان افكر جيدا من اجل الخروج من هذه الورطة فالتاريخ لا يرحم العظماء امثالي خصوصا نحن معشر المخابرات ، تبا لهم حتى حذائي نزعوه مني ، ماذا سأفعل فكر فكر يا كوتومبو .
واصلو السير حتى وصلوا إلى مقر القرصان فوضعوا كوتومبو وقفصه بعيدا و اشعلوا النار و بدأو في إعداد العشاء.
كنت أراقبهم من بعيد كان الجوع قد أخد مني مأخذا ، ناديت على الأرعن : يا قرصان أنا أسير حرب و لدي صفتي العسكرية أطالب بمعاملة تليق بي لن أقبل بأقل من لحم مشوي و لابأس من كأس شاي صومالي بعده فقد بلغني أن الشاي بالطريقة الصومالية لا يعلى عليه .
ظل القرصان و رجاله يعدون العشاء ولم يعر إهتامام إلى كلام كوتومبو حتى إنتهوا من عشائهم فصاح قائلا في أحد رجاله : أعطوه عشائه فهو أسير حرب هاهاها.
ناولني الحارس كسرة خبز يابسة و قليلا من الماء على أساس هذا عشائي تذكرت حينها الحفلات التي كنت أحضرها رفقة القيادات العليا ، الكافيار في كل مكان الفواكه الإستوائية والحلويات من كل الاصناف و الألوان ،مسكين أنا من عميل مخملي إلى أسير بكسرة خبز،مر الوقت سريعا ظللت وحدي الكل نيام أفكر حتى دسست يدي في جيبي فوجدت الهاتف الذي كان اعطاني إياه شيخ البدو و بطاقة شحن موبينيل ذات 100 جنيه بدأت اقلب وأبحث في الموبايل فوجدت رسائل نصية قصيرة في الأرشيف ، الشيخ يتبادل الغراميات مع عشيقته الإسكندارانية ، و في رسائل أخرى يكذب على زوجته ، تبا له من شايب و عايب لم افكر كثيرا أدخلت التعبئة وربطت الإتصال بالشيخ فلم يجبني عاودت مرارا و تكرارا لكن لا مجيب ، فكرت حينها في طريقة أجبره بها على الرد ، فكتبت له رسالة و ارفقت معها رسالة أخرى كان قد بعثها إلى عشيقته : حبيبتي أنا الآن في القبيلة لقد إشقت إليك كثيرا و كم أتمنى التخلص من شيخ الغفر التي تسمى زوجتي لنحيى أنا وأنت إلى الأبد ، كذلك رقم زوجته وعشيقته و توقيعي.
أرجعت الهاتف إلى جيبي وكان اليأس قد بدأ يدب في قلبي حتى أحسست بإهتزاز في جيبي  إنه حتما الشيخ اجبته قائلا : يا نذل هذه ليست خصال العملاء الأوفياء ، إن لم افضحك على اليوتوب فلست أنا كوتومبو .
رجاني الشيخ و طلب مني السماحة على أساس أنه كان نائما فأقفلت الهاتف في وجهه ،حركة مخابرات كنت قد تعلمتها من أستاذي و زميلي فرويد لأجهزه لتنفيذ ما سأطلبه منه ، عاود الإتصال فتجاهلته ظل يتصل فأجبته وشرحت له الموقف الذي أمر به فأخبرني أن لديه صديقا تاجر سلاح و مهرب حيوانات في كينيا سيكلمه ليؤمن لي الطريق إلى مصر هذا كل ما يستطيع فعله و علي إيجاد طريقة للوصول إلى الحدود الكينية ، أجبته أني سأكون غذا صباحا في المكان و الزمان المعلوم الذي سأعلمه به عبر الهاتف فلما إنتهيت أقفلت الهاتف في وجهه مرة أخرى ، تقنيات المخابرات.
حككت رأسي مفكرا كيف سأخرج من قفص البامبو هذا أحسست بالفشل حتي لمحت بجانبي عصا تناولتها ثم رأيت حذائي العسكري الذي صودر مني على مقربة من القفص و بحركة رشيقة كنت قد تعلمتها من زكي شان تمكنت من الإمساك بزوج الأحذية ، التي لم تكن عادية فهي مجهزة بسكين حاد و بوصلة رقمية و بها ايضا محرك نفاث من طراز بوغاتي لا يعمل إلى على بصمة رجلي لبست حذائي و كانت هذه أول مرة اضطر إلى إستعماله تشجعت وشغلته قطعت القفص بالسكين فخرجت وجدت الكل نيام كان الفجر قد بدأ يشقشق جمعت ما إستطعت من الأكل فالجوع كان قد أخد مني مأخذا ، صراحة لولا الجوع لكنت قد نمت و ما أتيحت لي فرصة الهروب هذه.
شغلت المحرك النفاث وإقتربت من القرصان الذي كان يشخر فصفعته على قفاه فإستيقظ مجزوعا فباغثته بصفعة أخرى على رأسه فإستشاط غضبا لما رآني ، قلت له الوداع يا أرعن  إن إستطعت إمساكي هذه المرة ضحكت عليه وإنطلقت بسرعة جنونية ، جميل هذا الحذاء شكرا للإدارة العامة شكرا للقيادات ، تناولت هاتفي إتصلت بالشيخ أخبرته بموعد وصولي إلى الحدود الكينية ، أجابني أنه سيعاود الإتصال بي فسبقته واقفلت الهاتف في وجهه فأنا رجل مخابرات ههه ، شققت الصحراء فعاود الإتصال بي أخبرته ان يحضر لي خروفا مشويا وملابس جديدة أجابني أني سأريد كل ما أريد حال وصولي ، فعلا وجدت قافلة بإنتظاري مجهزة بكل وسائل الراحة كما وجدت الخروف حملته على كتفي و صعدت على ظهر الجمل أتناول ما لذ و طاب على انغام الموسيقى الكينية يا سلام لقد نجحت في أول مهمة لي و هربت بسلام.
هذا هو العمل المخابراتي وإلا فلا ، فجأة رن هاتفي بدا لي الرقم غريبا ترددت قبل الجواب،اجبت فسمعت صوتا أعرفه إنه رئيسي فرحت كثيرا كنت أعرف أنهم لن يستطيعوا التخلي عني ، خاطبني : إسمعني يا كوتومبو لقد كنا نتعقبك عبر الأقمار الإصطناعية و بفضلك تمكنا من تحديد مكانهم و القبض على القراصنة و زعيمهم هم الآن رهن الإعتقال إستعد جيدا و حين تصل إلي مصر ستجد ملفا في السفارة جاهزا في إنتظارك إستعد جيدا للمهمة الجديدة .
أجبته فرحا علم و ينفذ يا سيدي فأنا كوتومبو فخر المخابرات العالمية فلم أكد أنهي كلامي حتى إنقطع الإتصال أكيد لم يقفل الهاتف في وجهي لربما مشكل في الشبكة.
إستمريت في إلتهام الخروف و بدأت أفكر من الآن في المهمة القادمة.
كوتومبو و المافيا الروسية قريبا .

هناك 3 تعليقات:

  1. خيال واسع , احببت كثيرا قصصك واسلوبك , كما احيي فيك روح الذعابة اللتي تتميز بها ,
    IriTufat (Assou)

    ردحذف
  2. شكرا على مرورك يا صديقي اتمنى ان اكون دوما عند حسن ظنك

    ردحذف
  3. شكرا على مرورك يا صديقي اتمنى ان اكون دوما عند حسن ظنك

    ردحذف

Comments System

Disqus Shortname