9/14/2022

وزير الحبة و البارود






الساعة تشير الى منتصف النهار بتوقيت العاصمة كتبانيا ، جلس العقيد في مكتبه وحيدا يداعبه ريفولفيره و يشاهد شارذا قناة كتبانيا للموسيقى كان قد أطلق لحيته حتى غطت ملامحه شعره منكوش على غير عادته ، كان يفكر في أمر يحيره منذ مدة ، دقات ساعة مكتبه كانت تذكره باقتراب مراسم عيد كتبانستان الوطني ، الجميع في انتظاره عند ساحة السلام ممتلئة عن آخرها بتشكيلات من كافة الالوية ، و انغام الفرقة الفلارمونية تصدح عاليا في سماء المدينة ، نهض العقيد من مكانه وضع مسدسه فوق مكتبه ثم اقفل خارجا ، مبنى قيادة الاركان خاوي على عروشه ، انطلق يمشي في الرواق يلتف و يمينا و شمالا حتى وصل الى مرآب القيادة ، صعد الى سيارته الكيب الخفيفة ثم انطلق مسرعا .
مر الدقائق بسرعة و الجميع في انتظاره لم يحضر العقيد لم يعتد التأخر يوما و خصوصا ان اليوم هو العيد الوطني ، ظل الجميع ينتظرون و ينتظرون لكن بدون فائدة قرر حينها احد المستشارين ان يذهب للبحث عنه في مكتبه ، انطلق بسرعة حتى وصل الى مكتب العقيد فوجده مفتوحا اثار انتباهه ريفولفير العقيد جلس ينتظره ظانا منه انه في الجوار لكن العقيد لم يظهر حاول الاتصال به في الهاتف ، هاتفه خارج التغطية .
انه امر عجيب لقد اختفى العقيد مرت تلاتة ايام بالتمام و الكمال لم يظهر فيها اثر للعقيد
انتشر خبر اختفاءه كالنار في الهشيم في ربوع كتبانستان من شمالها الى جنوبها عمت الفوضى و انهارت اركان الدولة ، و في مكان ما جنوب كتبانستان كان يعيش هناك شخص يدعى ابا شعيب الكتباني كان يمضي وقته في الاعتناء بخيوله التي ندر لها وقته بعيدا عن ضجيج المدينة و مللها ، كان يستمتع بوقته ايما استمتاع كان ان خرج على صهوة جواده زنهار الفرس الكتبانية الأصيلة يتجول قليلا حتى قابل شخصا من سكان المنطقة حياه ، فلما اقترب منه صارا يتجذبان اطراف الحديث ، لم يكن ابا شعيب متابعا لما يدور حوله حتى أخبره الذي التقى به بما يجري و يدور في البلاد من فوضى و سيبة بدأت أطماع الاعداء المحيطين بالدولة تتزايد حتى قرر حلف منهم استغلال الوضع و غزو كتبانستان دون تردد ، كان ما كان فسقطت العاصمة دون مقاومة تلتها المدن تباعا لم يعد هناك من يقاوم ، دخل الغزاة بعتادهم يمشطون المدينة ، و امام زحفهم فر اخر لواء ابى الاستسلام لم يكن سواء الصفوة تسللوا ليلا في سيارات خفيفة حملوا ما استطاعوا من زاد و ذخيرة و اخذوا يشقون طريقهم صوب الجنوب فهو اكثر مكان يمكنوا ان يختبؤوا فيه لم يتبق من لواء الصفوى سوى بضع عشرات من المقاتلين يقودهم ضابط برتبة ملازم لم يكن سوى الملازم صفوان نجح الملازم صفوان في الافلات من قصف طائرات الغزات و نيران مدفعيتهم حتى وصلوا الى جنوب كتبانستان فقرروا المكوث هاهناك الى حين اعتاد ابو شعيب الكتباني الخروج ليلا يناجي سكون الليل و هدوءه الذي ألفه منذ زمن يفكر في مآل الدنيا يسبح في ملكوتها كان محبا للفلسفة و علم الكلم ، لم يكن سوى حب الخيول و الطبيعة من يشغله عنهم ، بينما هو يتجول في بلدته حتى استرعى انتباهه صوت غريب لم يعتد سماعه ، كسر هدوء ليله الجميل انطلق باحثا عن منبع الضوضاء ، واصل الخطوة بالاخرى ساحبا وراءه فرسه زنهار
حتى لمح نارا ملتهبة فتقدم نحوها فوجد بضع جنود بزيهم العسكري و قد خارت قواهم ، تقدم نحوهم بالسلام ، نهض صفوان مفزوعا من مكانه على ذكر الملازم صفوان فهو خريج الفوج الثاني من من الكلية الحربية سلاح المدفعية و رفاقه في الدفعة اغلبهم رواد و عمداء لكن صفوان بقي ملازما لم يكن صفوان بارعا في امور الخرب فاختصه العقيد بان وضعه مستشارا خاصا له ، لم يشفع له سوى امداده للعقيد باخر كليبات المدللة هيفاء وهبي خلسة ضد المنع الذي كان قد استصدره العقيد يوما ، قفز من مكانه ثم صوب بندقيته نحو ابي شعيب الكتباني ، الذي صاح فيه : تريث يا هذا انا صديق و لست عدو ، اطمأن صفوان لما سمعه فرد التحية بالمثل و بدأ يحكي لابي شعيب ماذا حصل و يحصل كان ابو شعيب ينصت و لسان حاله يقول اللعنة خصوصا حين أخبره صفوان بأن بني علمان غزوا البلاد و يعيثون في العاصمة فسادا، استشاط ابو شعيب غضبا فقاطع حديث صفوان ثم دعاه رفقة مقاتلي لواء الصفوة ليلتحقوا بمنزله و للحديث بقية ، انطلق الجميع بعد ان اخذ من العياء مأخذا فلما وصلوا اكرم ابو شعيب وفادتهم ثم خلدوا الى النوم ، ظل ابو شعيب الليل بطوله يفكر فيما حل بوطنه جافاه النوم على غير عادته حتى بدأ الصباح يشقشق فوضع رأسه على المخدة بعد طول تفكير ان هي الا دقائق معدودات حتى نهض ابو شعيب من مرقده و توجه صوبا نحو قبو منزله حيث كان يحتفظ بأشياءه الخاصة دخل الى القبو ، نفض الغبار عن سلهامه الابيض فارتداه بعدها في حركة سريعة بعدها انتعل خفيه بسرعة توجه صوب المرآة يعدل وشاحه يشده الى رأسه بعناية ، توجه نحو الحائط حيث كان يعلقه سيفه فأمسك به ووضعه على ظهره ، حمل بندقيته التقليدية بعد ان قام بتنظيفها توجه صوب الاسطبل فقام بتسريج فرسه زنهار بسرج مزركش صار معه زنهار فرسا و لا ألف خيل و خيل امتطى ابو شعيب صهوة جواده توجه حيث يبيت ضيوفه صاح فيهم قائلا : انهضوا يا قوم فلا نوم بعد اليوم ، استيقظ صفوان من نومه فوجد ابا شعيب امامه التحق البقية فوقفوا يراقبون الوضع ترجل ابو شعيب فاستل سيفه و خط به خطا على الارض و قال : العدو شمالكم و زامبيا جنوبكم فما انتم فاعلون صاح افراد الصفوة نحن معك يا ابا شعيب كلنا فداء لكتبانستان الا صفوان ظل صامتا لبرهة و العرق يتصبب من جبينه ثم قال : انا مستشار و لست رجل حرب لا قبل لي بها
لم يكد صفوان يكمل كلامه حتى انهال عليه ابو شعيب بصفعة على قفاه قائلا : خسئت و بئست ارتعد صفوان و قال : تبا لقد ذكرتني بالعقيد 😢 فبصماته لا زالت مرسومة على قفاي .
انا معكم يا شباب لكن كمستشار حربي يا ابا شعيب ارجوك توجه ابو شعيب صوب اصطبله كان له من الخيل ما تيسر انطلق يحشد الناس معلنا النفير ، اجتمع حوله بضع مئات من الفرسان
صار يعدهم و يدربهم على القتال فليس لهم الا الخيل و البارود للدفاع عن وطنهم فلا ذخيرة معهم سوى ما جلبه لواء الصفوة و بضع سيارات خفيفة مضى ابو شعيب يشق الطريق صوب الشمال يحشد الناس فيتبعوه حتى اضحى على مشارف العاصمة كتبانيا لا يفصله عنها سوى عشرات الاميال توقف ابو شعيب عن التقدم و من معه حيث صار لهم من الرجال الف فارس و فارس ، فهم لا قبل لهم بمواجهة الغزاة بسلاحهم و دباباتهم المتطورو جلس ابو شعيب وحيدا يفكر في خطة تمكنه من مواجهة ترسانة العدو و بينما هو سارح يفكر كان يغني ترنيمة شعبية من عيوط كتبانستان الشهيرة مدندنا :
وا السالبني امول الفلجة شحال تسنتيك جنب الولجة روف علي يا بو النهود و انا نحضر عليك جوج شهود
حل الصباح فطلب ابو شعيب من احد مقاتلي لواء الصفوة ان يتسلل الى كتبانيا ليمده بمعلومات عن تموقع قوات العدو فاجابه علم و ينفذ يا قائد انطلق المتسلل كالسهم ؛ بينما توجه ابو شعيب صوب رجاله قام بتقسيمهم الى عشرة فرق كل فرق من مائة فارس وضع على رأس كل فرقة آمرا من لواء الصفوة ممن خبروا الحروب و تقنياتها ، باعد بين الفرق حتى لا تكشفها اعين العدو في تشكيلات تشبه المستطيل حتى يبدو اكثر عددا ، ظل يخطب فيهم ليشد هممهم و هو يصرخ قائلا : واااااااااااا الخايل
وااااااااااا البارود
فيرد عليه الفرسان : واااااااا لمكااااااااااحل استمر ابو شعيب ممتطيا جواده ينتقل من فرقة الى اخرى منتظرا عودة جاسوسه فلما ارخى الليل سدوله و بينما ابو شعيب منهمك في تنظيف سلاحه حتى دخل عليه جندي لواء الصفوة فجلسا يتحدثان
يمده بما جمع من معلومات صار ينصت بتمعن و هو يفكر في طريقة تمكنه من دحر الغزاة ، اخبره الجندي بان فيلقا من المدفعية يتمترس في مدخل المدينة
تسانده اربع فرق من المشاة قوامها 4 الاف جندي منتشرة في ربوع العاصمة كتبانيا ، بينما قوات الاسناد الجوي عادت الى قواعدها خارج البلاد حل الصباح فانطلق ابو شعيب ليجتمع بآمري الفرق استل سيفه فخط على الارض خارطة بها كل المعلومات التي معه اخذ يناقش معهم سبل اقتحام العاصمة لم يقطع حبل افكاره سوى اختفاء الملازم صفوان فأرسل في طلبه ، فما هي الا هنيهات حتى التحق بهم فصاح به ابو شعيب : ويحك اين اختفيت يا صفوان فاجابه كنت اصلي و ادعو الرب ان ينصرنا على القوم العلمانيين ، استشاط ابو شعيب غضبا مما سمع لكنه تغاضى عنه لبرهة هاهي الخطة كالآتي : ستقوم فرقتان من فرسان بني كتبان بمحاولة اقتحام البوابة كتمويه ليس الا ، سيقوم العدو مباشرة بتحريك كل جنوده باتجاهها بينما تتوجه اربع فرق للتسلل من جنوب المدينة تقوم بالسيطرة على المطار لمنع استخدامه من طرف الغزات بينما تتوجه فرقتان لقطع الطريق الرابط بين شمال المدينة و جنوبها و تسيطر على جسر العقيد اعطى ابو شعيب اشارة بداية الحركة
فخرج ممتطيا صهوة جواده زنهار بعد ان توجه كل آمر فرقة الى رجال لتنفيذ خطة استعادة كتبانيا بعد ان كلف الفرقتان المتبقبتان بالاسناد و تعطيل دبابات العدو فور الاشتباك و بينما هم ابو شعيب بالخروج حتى قاطعه صفوان قائلا : سعادة القائد لدي امر مهم اريد ان اخبرك به
فاجابه : تفضل يا رخو هات ما عندك فاجابه صفوان : سأدلك على نفق سري كان يستعمله العقيد للخروج من مبنى قيادة الاركان يقود مباشرة الى قاعة العمليات
لم يتمالك ابو شعيب نفسه فهم بصفع صفوان الذي خر على ركبتيه و هو يقول : الا قفاي ارجوك سحبه ابو شعيب من اذنه قائلا : دلني عليه الان بدأ ابو شعيب في الصياح : شايلاااااااااااه ا سيد لغليمي
شايلااااااااه ا سبعة رجال هجوووووووم
انطلق فرسان بني كتبان يدكون الارض دكا لا يتركون وراءهم سوى سحب الغبار ، بينما توجه ابو شعيب و الملازم صفوان صوب السرداب السري بدأت المعركة الحاسمة معركة استعادة كتبانيا كان عامل المباغثة حاسما بدأت معه قوات العدو تفر امام زحف بني كتبان و ما هي الا ساعات قليلة حتى كانت الخطة التي وضعها ابا شعيب تسير بشكل فعال حيث سيطرت فرق الخيالة على مداخل المدينة فيما خرج سكان المدينة يحملون ما طالت ايديهم من ادوات للدود عن بلدهم الحبيب، فتجمهروا فوق جسر العقيد ،بدات قوات العدو في الاستسلام مطار كتبانيا الدولي تحت السيطرة و بينما الحرب تستعر رحاها كان ابو شعيب قد تسلل رفقة صفوان الى مبنى قيادة الاركان حتى وصلوا الى قاعة القيادة فاستل ابو شعيب سيفه فدخل عنوة فوجد قائد قوات التحالف جالسا مختبئا وراء الكرسي مرتعدا وضع ابو شعيب السيف على رأسه الخالي من الشعر و قال : بكم البطيخ يا ترى ههههه
و هل مسموح لي بالطابع قهقه صفوان فرحا بما رأى
لقد اندحر العدو كتبانيا الآن محررة بالكامل توجه ابو شعيب مسرعا نحو مبنى قناة كتبانيا للمنوعات فهي الاكثر مشاهدة معلنا نهاية الغزو الغاشم مخاطبا عموم الشعب الكتباني : عاشت كتبانستان حرة مستقلة لم يكد ابو شعيب ينهي كلامه ، حتى سمع صوت طائرات تحلق فوق سماء كتبانيا كانت عبارة عن سرب مقاتلات تقوم بحراسة حوامة من طراز الكاباتشي تحمل شعار دولة زامبيا الشقيقة الذي يظهر جليا ، هبطت الطائرات في مطار كتبانيا فوجدت ابا شعيب في انتظارها فكانت المفاجأة الكبرى هبط ملك زامبيا و برفقته العقيد الذي كان يحمل معه حيوانه المدلل شئسق سلم العقيد على ابي شعيب و اردف قائلا :
منذ اليوم يا فارس صرت ابا شعيب الكتباني وزير الحبة و البارود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname