كما سبق و رأينا فيما سبق و ذكر عن كيفية تمكن السلطعون لوليني و من تحويل
الكابايلا الرن إلى شرنة نشيطة عن طريق استخدامه للتبن السحري،سنورد فيما يلي القصة
وراء هذا السلطعون العجيب الذي حل ذات يوم ببحر البحور عرف عنه طبعه المغرور لم يعرف
له احد أصلا ، كان دائم الانعزال و كما عرفنا سابقا تعاطى للشعوذة حتى قيل عنه السلطعون
الملعون فذاع صيته في البحار بين السلمون و التونة و الحبار.
لوليني هذا كان يعيش في بحر الغرب الأقصى ، بحر شاسع و جميل تحت حكم الملك
الحوت الكبير فروي أن لوليني السلطعون كان احد مستشاريه المقربين و من هنا ابتدأت الحكاية
التي لم نعرف لها نهاية قصة أشهر الشخصيات التي طبعت البحار و المحيطات.
تدرج لوليني السلطعون على مر السنون عبر مراتب السلطة فهو رجل القانون حيث
كان مكلفا بتسيير وحدة الاستخبارات البحرية لدى الحوت الكبير ملك ملوك البحار ، فبرع
في عمله وعرف عنه دهائه و في عهده تمكن الملك الحوت من تحييد معارضيه و بسط نفوذه فألغى
أسباب القلاقل و بوادر الفتن حتى صار بحر الغرب الاقصي طيعا ، استمر لوليني في العمل
بجد حتى وصل صيته إلى ملك الملوك فقرر يوما دعوته ليقابله شخصيا .
فرح لوليني كثيرا لما علم بالخبر و تملكه الكبر فهاهي الفرصة التي طال انتظارها و عمل السنين اقترب
قطفه ثماره في الحين ،حان اليوم الموعود انطلق لوليني صوب القصر الملكي وارتدى أحلى حلة
فلما دخل على الملك حياه قائلا
:
ملكي الهمام أنا خادمك لوليني الغلام طوع بنانك يا سيدي و دوما إلى الأمام
فلتكن قرير العين فخادمك لا ينام حريص على سلامتك حتى في الأحلام .
أعجب الملك الكبير ببلاغة لوليني فأمر له بأعطية قدرها ألف درهم بحري ثم
قال : اسمعني يا لوليني لقد وصلني عنك ما أسرني و قررنا تكليفك بأصعب المهام و نوليك
الزمام ، زمام أمورنا الداخلية من امن و أمان
فكن عند حسن ظني بك.
فرح لوليني لما سمع هذا الخبر لمعت عيناه و احمرت وجنتاه فهذا ماكان يحلم
به منذ زمن بعيد.
فأجاب الملك : سيدي و مولاي هذا تكليف لي خدمتكم شرف لي دمتم لنا فخرا
برا و بحرا أمرني أنا خادمك المطيع السلطعون لوليني الوديع.
ضحك الملك من فصاحة مستشاره فأمر له بألف درهم بحرية أخرى، الفلوس موجودة.
غادر لوليني القصر في خيلاء صوب مبنى وزارة داخلية بحر الغرب الأقصى وكان
خبر توليه المهام قد سبقه و انتشر بين أوساط الخاصة و العامة ، خبر نزل كالثلج على
مجلس الحكماء المكون من القروش و الحيتان والذين يتولون المهام منذ زمن بعيد فهم لم
يستسيغوا أن يتفوق عليهم سلطعون ويصبح الممسك بدواليب الحكم بالقانون ،فسارعوا للاجتماع
فيما بينهم لتدارس هذا المستجد.
وحتى الدلافين المعارضة لم تفهم هذا الآمر واستعصى عليها كالجمر فهذا
السلطعون طالما حاصرهم وضيق الخناق عليهم وهو فقط مسؤول الاستخبارات أما الآن فليستعدوا
لما هو أسوا.
أما لوليني بعد أن أنهى زيارة الوزارة عاد أدراجه إلي مسكنه ليحتفل فهو
عاشق المجون الليالي الملاح و الفنون
يتبع .
يتبع .
السلطعون لولو قاهر السمك ورجل الدولة المحنك أسطورة أعالي البحار المنقذ من الخزي والعار
ردحذفتحية للاخ شحت ذو اليدن احد الابطال الذين سنتعرف عليهم قريبا على مدونة كتيب كتبان إفريقيا
ردحذف