بعد أن رأينا فيما مضى و صار حكاية الصعود
المدوي للوليني السلطعون و دخوله في صراع و تطاحن مع رجالات السياسة المحيطين بالسلطان
، هلموا بنا نلقي نظرة على أحوال الرعية التي ظلت حتى اليوم منسية .
في مملكة الحوت ينعم القروش والحيتان في
عيش رغيد ، لا يعكر صفوهم شيئ دوما في نعيم فيما العامة تقبع في الجحيم ، جحيم الفقر
و الفاقة يعانون من الإعاقة لايتصرفون بطلاقة وأساسيات الحياة ليست لهم بها طاقة.
منهم من يسكن الجحور وغيرهم يعيشون في القبور
أما من تيسرت أموره وظن انه مسرور فيا ويله من بارونات المصارف و العقار أمثال الأصفر
الحبار .
كانت الأمور تنذر بالسوء ، عجيبة هذه الأحوال
فالخاصة تغرف من الأموال و العامة حيرها السؤال هل الملك الكبير يعلم بهذا التدبير،
أم أن الحواشي عليه ضاحكون للحقائق مزيفون ، يقولون سيدي و مولاي شعبك يحبكم فأنت من
يوزع المعونات علي المستضعفين و في عهدكم حل الرخاء هذه السنين فلم يبق في ملككم ضعيف
إلا نصرته و لا كفيف إلا حميته فأنت الملك اللطيف .
في هذا الخضم كان من بين أبناء الشعب سردين
نشيط يدعى حنيني الملقب بالسرديني ، فتى مكافح
عصامي جال في جل البحار ينهل من العلوم والآداب
كان يحب الكتابة و الأشعار مهووس بالتاريخ منهجه التحقيق و التدقيق ، ظل يجوب
المحيطات بحثا عن العلم و طالبا للسلم ، تتلمذ على يد فطاحلة عصره من الأسماك أمثال
الدلفين الحزين صاحب جريدة الأخبار البحرية ، كان الدلفين الحزين يحب السرديني كثيرا
فبفراسته لمس فيه الموهبة و الإقدام ، أحبه لأنه همام كان دوما يؤطره ما استطاع في
كل مرة فيها يلقاه آملا أن يكوم يوما خليفه و يظل دوما حليفه على رأس جريدة الشعب الأولى
التي كانت ومازالت بفضل نضالات الدلفين و رفاقه صوت الحق في بحر البحار ، فهدفهم التصدي
للمفسدين و فضح تلاعباتهم فهي صوت المستضعفين في الأعماق رغم كل المضايقات المهنية
و حتى الأمنية .
وبعد أن عاد حنيني من سفر طويل قام بعيادة
أستاذه الدلفين حيث وجده عليلا طريح الفراش فقد نالت من السنون و أخذت منه مأخذا فلما
جلس بجانبه حياه فأجابه الدلفين
:
اسمعني جيدا يا حنيني فلطالما عاملتك مثل
ابني ، افتح عقلك و اسمع لقد بلغت من العمر عتيا و لم تعد لي للعمل قدرة سوى قليل من
الخبرة و دروس من الحياة و عبرة ، فأرجوك يا بني أن تكمل المسير اعرف انه عمل عسير
وسيضايقك كل حقير لكن جريدة الأخبار ملك لكل
الأخيار فلا تدعها بين الأشرار فأنت ابني البار.
أجابه حنيني : أطال لنا الله في عمرك منك
تعلمنا و احتفظنا بالأمل علمتنا أن سلاحنا الجد و العمل في عز الشدة و الملل و معك
ناضلنا بدون كلل ، ستعافى إن شاء الله و تعود لجريدتك فآنت الأصل ، قرائك في شوق لكلماتك
النارية و قفشاتك المسلية فأنت من تهون عليهم همهم و تضفي على حياتهم طعما آخر برغم
كربهم.
أجابه الدلفين : لقد كبرت يا بني و لطالما
أدركت انك خير خلف لي فلا تخذلني و إليك بمفاتيح المكتب ستجده حتما مرتب وأريدك من الغد أن تشرف على العدد و تتكلف
بكتابة العمود المعهود ، شوف الهم وكن تفهم .
سكت حنيني قليلا ثم أجابه : أنت تعرف أني
دائم الترحال أحب السفر و التجوال من بحر لبحر أما علاقتي بالصحافة فليست على ما يرام
فانا شاعر قصاص ولست ببصاص لا أحبذ السياسة فكلها حزازة ، لكنك أنت أستاذي فليكن إذن
ما تريد.
غادر حنيني منطلقا صوب مطبعة الجريدة ليشرف
بنفسه على طبعة الغد ويرفق بها اول مقال له على شكل قصيدة بعنوان الحوت السمين .
تحية لمعشر الكابايلا
والسردين
عساي اجد فيكم خير
معين
رغم الغياب و طول
السنين
فقلبي دوما إليكم في
حنين
فلن ننساك ايها الدلفين
الحزين
وتبا لكل حوت و قرش
سمين .
يتبع
والسردين
عساي اجد فيكم خير
معين
رغم الغياب و طول
السنين
فقلبي دوما إليكم في
حنين
فلن ننساك ايها الدلفين
الحزين
وتبا لكل حوت و قرش
سمين .
يتبع
إياك أعني.. واسمعي يا جارة..
ردحذفسلمت أناملك عزيزي..
كنت هنا..
مرحبا بك يسعدنني مرورك الكريم يا كريم الاصل
حذفهاشي عندك بزاااف ههههه مخدوم
ردحذفسعيدة بزيارة مدونتك
سلام أخاه
بعض ما عندم لي الشرف ان تكوني ممن يقرأون خربشاتي المتواضعة
حذف