2/20/2012

الحلقة الخامسة من غرائب الاسرار في عالم البحار بعنوان الحبار بارون العقار





عالم البحار مليئ بالأسرار ، وبحر البحور عالم يحفه الغموض فيه من التناقضات ما تكفي لجعل كل من يغوص فيه لا يستطيع الخروج ، فهناك من طاب لهم المقام يغرفون من الخيرات و ينعمون في رغد العيش حتى تجعل من يصادفهم يظن ان بحر البحور عالم يحفه الحبور سكانه في فرح دائم و سرور  لكن ما تلبث حتى تصطدم بالحقيقة لو أاجلت النظر لدقيقة فقراء في كل مكان يتوارثون الهم عبر الزمان منظر يتطلب الإمعان متشردون ومنسيون يشعلون الاحزان .
في هذا الخضم كله كان هناك حبار يوصف بالبارون عرف عنه تزلفه لملك البحار فهناك من يقول انه ساعده القوي و هناك من يقول انه نديمه الوفي كثر القيل و القال فتعالوا جميعا لننفض قليلا من الغبار على قصة هذا الحبار .
إلى زمن قريب لم يكن احد يسمع بهذا الحبار كان قد حل ببحر البحور ينعتونه بالغريب  حتى ان شكله كان مريب إستقر وبدا في العمل بميدان الإنشاء و البناء اسس شركة صغيرة تحت إسم هناء ثم بدا في بناء وحدات سكنية للشغيلة المهنية و المتاجرة فيها لانه كان خبيرا في المجال إزدهرت تجارته و نجحت اعماله عل اي حال فاصبحت منافسته من المحال ، عرف من اين تؤكل الكتف، إستغل فقر الناس فكان يشتري الاراضي بابخس الاثمان فيعيد تشييدها باقل ما كان ، تضخمت ثروته لكن طموحه كان بلا حدود ، ففي عقله ينتظر ذلك اليوم الموعود ليحصل على مفتاح النجاح فعنده كل شيئ مباح .
ذات يوم وهو بمجلس احده اصدقائه و بينما يتبادل اطراف الحديث معه اخبره ان احد الموجودين هو الشبوط الحاجب ابو شارب حاجب الملك الكبير اشار إليه سائلا إياه اذا كان يريد ان يتعرف عليه ، ابرقت عينا الحبار و تبسم في خبث مجيبا إياه طبعا طبعا يا عزيزي و ساكون لك من الشاكرين.
تقدم الحبار بخطى ثابثة و دنا من الحاجب ، فحياه مقدما نفسه : سيدي لكل مني اجمل التحيات علمت من صديقي انكم خدام السدة العالية و حاملوا الاختام فابيت إلا ان اشكركم و اتمنى لكم التوفيق في مهامكم الجسيمة و كم اتمنى ان تكون علاقتنا في المستقبل حميمة.
اجابه الحاجب : شكرا لك يا ولد على هذه الكلمات فنحن دوما في ةدمة الوطن و البلاد وقتنا كله لةدمة العباد اعذرني فقد حان وقت الرحيل فغذا يوم عمل شاق و طويل.
و بينما يهم بالمغادرة خاطبه الهبار سيدي إسمح لي بإسم شعب ملكننا ان اقدم لكم هذه الهدية عربونا على الإخلاص  فمهامكم جليلة وليس منها مناص ، هذه مفاتيح فيلا بحرية تعينكم على اخذ قسط من الراحة  لتنجزوا و تعطوا الافضل لهذا الشعب .
اجابه الحاجب في حنق : ويحك يا ولد هل تعطيني رشوة امام الملأ و عنوة هذا جزائي لأنني عاملتك بلطف و لم اردك بقسوة ، اغرب عن وجهي قبل أن ...
لم يكد يكمل الحاجب كلامه حتى قاطعه الحبار : عفوا يا مولاي من قال إنها رشوة ، هذا قلمي و هاهو ذا عقد البيع و التمليك فيه الثمن الذي يرضيك ، فشرفكم ذائع في البحار وليس ولو حبة غبار ، اما الهدية فهي فقط المفاتيح الذهبية .
امسك الحاجب ابو شارب العقد و قرأه بتمعن و قال : الآن انت تعرف ماذا تفعل يا حبار و إنك حقا على دراية إليك ثمن الفيلا دينارا ذهبيا واحدا و اعطيني الآن المفاتيح .
اجابه الحبار : خذ يا مولاي فانتم مثال للشرف و النزاهة لدي تلب صغير فانا احب نظم الاشعار و بزغ نجمي بين ابناء بني جلدتي الحبار ، ارجو منكم فرصة لحضور إحدى مجالس الملك الكبير ففي جعبتي الكثير .
ضحك الحاجب و قال : مر علي في الغد و لنتذاكر في هذا الامر.
إنصرف كل لحال سبيله ظل الحبار بارون العقار يفكر الليل بطوله فالفرصة التي طالما حلم بها دنت منه و عليه ان يستعد جيدا.
فلما حل الصباح إنطلق الحبار صوب الشبوط الحاجب ابو شارب ، فلما وصل تذاكرا و شربا اقداح الشاي بالاعشاب البحرية ، فخاطبه ابو شارب ، لقد اعجبتني الفيلا كثيرا تلك التي إشتريتها منك البارحة لذلك اريد اخرى لزوجتي و واحدة لإبنتي إليك ثمنهما ديناران ذهبيان ولن اقبل منك هدايا مفاتيح ذهبية او غيرها ففيها شبهة الرشوة و الاعطية.
ضحك الحبار و قال في نفسه هذا ليس شبوط هذا نشافة إسفنجة تبا له لقد صدق ان الفيلا ذات الخمسين الف دينار بدينار واحد ، إسفخس ثلات فيلات بثلاتة دنانير اه ويحتاه.
اما بخصوص مجالس الملك  فإليك الدعوة بحضور جلسة الليلة و سارافقك بذاتي هذا ما علي ، اما الذي يلي فدورك لتثبت مكانك كجليس لسيدنا الحوت الكبير.
شكر الحبار الحاجب ابو شارب و إنصرف فرحا  ليعد لليلة الموعودة .
مر الوقت بطيئا و هو ينظم الاشعار لبس احلى هندام بعد ان إحتسى اقداح المدام فالليلة ولا في الاحلام.
وصل الحبار بارون العقار إلى البلاط  إلتقى الحاجب ابو شارب فرافقه إلى الجناح الملكي ، بدات دقات قلبه تتسارع فهو لم يصدق ما يراه جدران مذهبة ، دلفوا إلى القاعة ، الموسيقى تصدح في كل مكان الرقص هنا و هناك اناس متحلقون حول الملك قهقهاتهم تهز المكان ، ملذ و طاب من الإدام فعلا إنها ليلة مخملية تقدم الحبار بخطوات ثابتة رفقة الحاجب ابو شارب حتى وصلوا قبالة الحوت الكبير إنحنيا يقدمان آيات الولاء و الإخلاص  فخاطب الحاجب الملك قائلا : سيدي و مولاي ها هو ذا الشاعر الذي اخبرتكم عنه بين زعانفكم ليتلو عليكم ما جادت به قريحته.
اجابه الملك : جيد جيد اين هو فليتقدم و يسمعنا احلى الاشعار .
الهبار قائلا : سيدي و مولاي هذا شرف لي ان اقف امامكم الليلة و بهده المناسبة لدي قصيدة كنت قد نظمتها لكم خصيصا .
الملك ضاحكا اسمعنا شعرك يا ولد.

يا ايها الملك
الكبير
دمت لنا في حسن
التدبير
فانتم السياسي والإقتصادي
الخبير
تحنو على الكهل الضعيف
والصغير
في كل زمن ووقت
مرير
حوت الشدائد و الظرف
العسير
عسا شعري هذا ان لا يكون
كالشخير
فيا ويلي حينها هذا امر
خطير
عساه يكن حلوا
كالصفير
يا ملكنا في الحق رعد
وزمهرير
 
 
تعجب الملك مما سمع ، ثم قال هذا شعر شرير يا ولد ، في اي بحر من البحور هذا الذي تقول ، فهذا الكلام لم اسمعه في يوم من الايام .
دنا الحبار من ملك البحار سيدي بورك في زعانفك و تسرحت غلاصمك هذه قصائد سندويتش سريعة خفيفة و مرحة ايضا ، خد مني هده العشره و افرد البشرة ؛
ضحك الملك كثيرا و اعجب بالحبار ثم خاطبه : من اليوم انت جليسي في كل ليلة ، هز راسه صوب الحاجب قائلا : اجزلوا له العطاء و اعطوه مئة الف دينار ذهبية .
فرح الحبار كثيرا فامضى الليل بطوله يحادث الملك و يروي له بعض القفشات فهو كان صاحب دعابة.
حل الصباح دلف لوليني إلي مكتبه و كعادته اخذ يطالع صحف الصباح فاثار إنتباهه عمود في صحيفة بعنوان شوف الهم وكن تحشم  قرأه ثم نادى علي سكرتيره الراية : من هو هذا الحنيني .
يتبع

هناك تعليقان (2):

  1. أيها الشرير أصبحت كلمة يتبع كلمة مستفزة

    أحيي فيك سلاسة حكيك و جمال كلماتك


    كنت هنا

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على المرور بعض مما عندكم يا لا ليور دو لاطلاس

      حذف

Comments System

Disqus Shortname