رأينا كيف انه فيما مضى حيث ثم اللقاء الذي
جمع بين لوليني و الحكماء وفيه سقط احدهم صريعا و هو الذي كان يجلس بجوار لوليني ،
فقد عرف صديقنا السلطعون بحسه المخابراتي انه قد يتعرض لمحاولة تصفية في أية لحظة فهذا هو
صراع الأقوياء لا مجال فيه لأكثر من واحد فإما
هو أو الحوت الشحتوت ، هذا المعطى المهم الذي
نسيه حكيم الحكماء فهو يتعامل مع محنك في عالم الدسائس والضرب أسفل الحزام ، فعلا لقد
حاول الشحتوت تسميم لوليني حين همس في إذن خادمه آمرا إياه بدس السم في قدح لوليني
، و في غفلة من الجميع و بحركة لولبية سلطعونية قام لوليني بتبديل كأسه و دسه لجاره
في الجلسة فنجى حينها من موت محقق.
فلما انطلق لوليني مغادرا و معركة طاحنة
بين الأفكار تدور رحاها في جمجمته لا يدري ماذا سيتمخض عنها فهو أيقن حق اليقين انه
تعرض لمحاولة اغتيال و حتما لن تكون الأخيرة ، استمر في طريقه متوجها إلى مكتبه فلما
وصل كان وقت الدوام قد انتهى فلم يجد في استقباله
سوى سكرتيره الراية واسع الدراية فحياه و طلب منه إحضار كاس الشاي بأعشاب البحر و يتبعه
في الحين إلى مكتبه.
فلما رأى واسع الدراية من أمر لوليني أدرك
من قسمات وجهه أن هناك أمرا جللا فعيناه تشتعلان غيضا ترى ماذا يخطط هذا السلطعون.
فلما اعد واسع الدراية كوب الشاي سار به
نحو رئيسه ففتح الباب و ناوله الشاي و بقى واقفا فلوليني لم ينتبه إليه فخاطبه بعد
حين : سيدي هل تأمرني بأمر آخر.
هز لوليني رأسه نافيا فانصرف الراية فلما
اقترب من الباب ناداه لوليني : هنيهة فإني أريد مخاطبتك في أمر مهم.
عاد الراية أدراجه ثم أجابه : أنا تحت أمرك
يا سيدي كلي أذان صاغية.
لوليني مخاطبا : لقد لمست فيك الوفاء فليكن
لي منك كل الولاء فإن صعدت أدراج المجد لحقتني فأصبحت مكاني فنظرتي دوما ثاقبة و أحاسيسي
صائبة فكن عند حسن ظني تجد ما يجزيك مني.
أجابه الراية: سيدي ثقتكم غالية منحتموني
مرتبة عالية، خدمتكم مرامي هذا فاق أحلامي تجدني خادمك المطيع في السراء و الضراء وكل
أمر شنيع.
فأجابه لوليني : أسمعني جيدا لقد نجوت من
محاولة اغتيال هذا أمر جاد و ليس احتيال أريدك أن تأتيني بتقرير مكمول عن كل أعضاء
مجلس الحكماء و الخمول لقد بدأت الحرب ودقت الطبول.
أجابه الراية: علم و ينفذ غدا تجد أمامك
ما تريد عن إذنكم سأنصرف فمهمتي بدأت لتوها في الحين.
فلما كان ما كان تملك الإرهاق و التعب من
لوليني فانصرف في حاله فعرج عLي خمارة سلامونيا
الالمونيا ليروح على نفسه قليلا قبل أن يغط في نوم عميق.
حل الصباح بداية يوم جديد انطلق صوب مكتبه
فلما وصل وجد واسع الدراية في استقباله حياه و طلب منه كاس الشاي المعتاد ، جلس لوليني
يتصفح ما كان دق بدأه بالأمس، خاطبه الراية :سيدي لقد أعددت لك ما طلبت تفضل تقريرا
مفصلا حول مجلس الحكماء بكل أعضاءه،ثم ناوله كاس الشاي ثم انصرف.
أما في الجانب الآخر كان مجلس الحكماء يعقد
جلسة غير اعتيادية كان قد دعا إليها الشحتوت
و أول ماقاله : اسمعوني جيدا إنها الحرب يا رفاق الدرب فإما نكون أو هذا السلطعون
فهو خسيس ملعون لا ينفع معه الركون عقله بالغدر
مسكون فلا تظنوا كلامي ضربا من الجنون ، لقد سمعتم ما قال بالمس جهرا وليس بالهمس ،
فكيف و نحن سادة البحار نرضى بسلطعون جبار قد يسلبنا مكانتنا عند ملك الملوك فتضيع
مصالحنا وتبور تجارتنا ، أظنكم فهمتم قصدي و هذا وعدي إن سايرتموني في عهدي دام لكم
الفرح وجعلت ايامكم مرح فإما نباغته و نجعل منه سلطة بحرية فهو حتما سيعلنها حربا نارية
فمن يوافقني على هذا الأمر فليقلها الآن و من يخالفني خير له مغادرة هذا المكان .
أجابه الحكماء : كلنا معك يا شحتوت فأنت
أبونا وكبيرنا ياحوت.
ضحك الشحتوت و قال الآن علينا بالتفكير
في هذا الامر الخطير.
فلما انتهى السلطعون من قراءه التقرير رفع
رأسه وخاطب الراية الذي كان بجواره إذن هو
الشحتوت رأس الحربة ومساعداه الحوت عاشق التوت و الحوت صاحب النبوت.
اجل يا سيدي فهم من يمسكون بزمام الأمور
مستشارو الملك و قاده الجندية البحرية وأصحاب المال و المآل فإن قطعت دابرهم خلت لك
الساحة و صرت أنت رجل الدولة الأول.
اسمعني جيدا يا واسع الدرايةوفالوقت لا
يرحم أريدك أن تأتيني باثنين من خيره الضباط يكونا مصدر ثقة يكونان مصدر ثقة ومحنكين فهمتني على ما اعتقد يا
واسع الدراية.
علم و ينفذ و الآن في الحين يكن لك ما تريد .
غاب برهة وعاد و برفقته فقمة و ذئب الماء
فوقفوا جميعا أمام لوليني.
سيدي لك ما طلبت .
أنا الملازم أول الفقمة أبو لقمة قائد كتيبة
مكافحة الشغب البحري و الأخلاق البحرية
.
أنا الملازم أول كاتيلولو قائد كتيبة مكافحة
البانجو والطحالب البحرية الممنوعة والتهريب في أعالي البحار.
و قف لوليني وقال هذا فعلا ما احتاجه يا واسع الدراية ، إنصرفو
الآن و عودوا إلي في الغد.
اقفل لوليني عائدا وكعادته عرج على خمارة
سلمونيا الالمونيا فلما جلس في مكانه أحضرت له سلمونيا شرابه المعتاد فخاطبها اجلسي
فعندي أمر مهم أود الحديث معك فيه.
جلست سلمونيا والحيرة بادية عليها فلوليني
حين يطلب مجالستها فهناك أمر خطير أو مهمة جديدة.
من هو الفقمة أبو لقمة و كاتيلولو و ماذا
يريد لوليني من سلمونيا.
يتبع
الصراحة كتابة ممتعة و ضاربة في عمق التاريج الروائي العربي الأصيل
ردحذفاتابعك منذ مدة لكن بصمت
أصفق لك و أقول لك لا تتأخر أيها الشرير في نشر ما تبقى
لرفع اللبس : شرير = تنتمي لشلة المدونين
كنت هنا
سلام
اشكرك جزيلا يا صديقتي و لي الشرف ان اكون شريرا من المدونين المغاربة ههه ، ترقبي الجديد قريبا فيما يجري و يدور حول لوليني السلطعون المغرور ، تحياتي
ردحذف