الحلقة الثالتة : الفتاة المهرة الجميلة

امتثل سلحمار لطلب المستشار و رافقه و الحراس يحيطون بهم ، و هو ما زاد من دهشة الحمير فبدأت الإشاعات في الانتشار ، إشاعات مفادها أن سلحمار ذهب و لن يعود لسبب أو لآخر ، فبدا الجميع في التحسر على الذي ساعدهم ووقف بجانب الصغير قبل الكبير. 
فلما وصل سلحمار إلى البلاط الملكي أصيب بالدهشة و فرغ فاه فهو لم يكن يحلم يوما أن يلج إحدى تلك القصور الشامخة التي طالما

كان يراها مذ أن كان جحشا نشيطا و لم يجرؤ يوما في التفكير حتى في الاقتراب منها. 
ها هو الآن يلج باب القصر بخطوات متتالية و لا يكاد يصدق ما يحدث ، و لا يدري مالذي يريده منه الملك الكبير ، فلما انتهوا إلى البلاط السلطاني سلموا على الملك فأمرهم بالجلوس ثم خاطب سلحمار قائلا : " أتعرف فيما أطلبك اليوم يا سلحمار ؟" 
أجاب سلحمار : " سيدي و مولاي أنا طوع أمرك و بنانك حتى لو أمرتني بقطع رأسي فسأفعل " 
ضحك الملك للباقة سلحمار في الجواب فاخبره لقد أرسلت في طلبك لاني أريدك ان تصبح معلما لابنتي الأميرة الفتا ة المهرة الجميلة ، دهش سلحمار ولم يصدق ما الذي يسمعه ، ثم قال له الملك : أريد أن اختبرك و اعرف هل تصله لهذا التشريف الملكي؟ 
اندهش سلحمار كيف و هو الحمار الحقير في نظرهم و يحظى بهذا الشرف سكت برهة ثم أجاب : سيدي الملك المبجل انه لشرف عظيم لي ، و ما علمت من أمور الدنيا إلا النزر القليل ، لكني مستعد لأي شيء تطلبه مني " !!!!! 
جلس سلحمار بجوار الملك الكبير ساعات و ساعات يتحدثان ، فأعجب الملك بثقافة سلحمار و وحكمته و أيقن مما قاله له مستشاره ، و بعد أن انتهيا إستاذن سلحمار الملك في الرحيل فأذن له و طلب منه الحضور صباحا باكرا !!! 
عاد سلحمار لا يدري ما الذي حصل له فلما وصل إلى منزله نام في الحين