12/14/2016

الحلقة الخامسة: سلحمار و الحسناء



بدأت قصة سلحمار مع الأميرة الجميلة ، من حينها أصبحا لا يفترقا منذ أول لقاء لهما ، يعلمها سلحمار من أمور الدنيا ما علم ، فقد طابت لها رفقته ، أصبحا يمضيان جل النهار يتحدثان و يتذكران في مستقبل الأميرة ، لكنه بعد مدة أدرك بفطنته عدم اهتمامها بأمور الحكم، حتى صارحته في يوم من الأيام أنها لا تحب أمور السياسة و من يتعاطاها، فطلبت منه أن يحدثها بأمور العامة من الحمير ، كيف يعيشون و ماذا يفعلون؟
فاخبرها سلحمار أن حياتهم بسيطة جدا ، فهم يأكلون من عرق فراقشهم يعملون و يعملون بجد و نشاط دون شكوى أو ملل، لهم في الحياة الرضا و القناعة
، يتوادون بينهم في مجتمعهم الدوني الحماري المزبلاتي مقارنة بحياة الأحصنة المخملية ، لكنهم رغم ضيق الحال ، فهم سعداء فالقناعة كنز لا يفنى كما تعلمين يا أميرتي ، استمر سلحمار في الحديث و الفتاة المهرة الجميلة تنصت في اهتمام و قد شدها حديث معلمها ، استمرا على هذا الحال ساعات طوال حتى داهمهما الوقت ، فاستأذن سلحمار فانصرف عائدا إلى منزله.
تغيرت حال سلحمار منذ أن تحصل على مكانه في البلاط السلطاني ، أغدق عليه الملك من الخيرات و رغم ذلك ظل سلحمار على حاله متواضعا يساعد إخوانه على مصاعب الزمن ، رغم ضيق وقته ، و في طريقه إلى الهوم اي المنزل حدث معه شيء غريب لم يفهم مغزاه فصورة الأميرة لم تفارق مخيلته، لم يدري سلحمار ما الذي أصابه فلما دلف إلى منزله نام في الحين .
فلما جاء الصباح انطلق سلحمار يعد الخطى ، إلى البلاط فلما وصل وجد الفتاة المهرة الجميلة في انتظاره في أبهى حلة ، تلعثم سلحمار في الكلام فهاته أول مرة تدوخ له القردة و يتبجبج ، تبسمت الفتاة و باغتته قائلة : " سلحمار أريد أن اطلب منك طلبا و أتمنى أن تحققه لي ".
أجابها سلحمار في خجل :" اؤمريني يا أميرتي سمعا و طاعة "
فخاطبته : "اليوم ليس لي رغبة في الدراسة و الحديث أريدك أن تصحبني في جولة خارج أسوار القصر ، أريد أن أرى ما الذي يحصل في الخارج "
سكت سلحمار برهة ثم أجابها : " يجب أن نطلب الإذن من جلالته أولا " .
فأجابته : سلحمار أنا واثقة أن والدي لن يوافق ، ففي الباحة الخلفية يوجد باب يؤدي إلى الخارج عليه حارس لن يخبر أحدا بما جرى "
و أمام إصرار الأميرة الفتاة المهرة الجميلة لم يملك سلحمار إلا أن يلبي لها رغبتها ، ربما فكر بقلبه هاته المرة و لم يحسبها بعقله.
انطلق الاثنان و امضيا يومهما بين المروج في  الغناء يلعبان و يمرحان، كان سلحمار سعيدا و يطير من الفرحة فهو لم يتخيل يوما أن يكون برفقة أجمل مهرة و ارق فتاة رآها في حياته مذ أن كان جحشا صغيرا ، ضحكا كثيرا و تجولا فحدثها سلحمار عن حياته و طفولته و كيف انه صنع نفسه بنفسه ، أعجبت الفتاة الجميلة بذكاء سلحمار و حكمته و طيبو بته ، مر اليوم سريعا جدا فعادا أدراجهما إلى البلاط قبل أن ينكشف أمرهما.
فلما وصلا توادعا ، و انصرف سلحمار إلى حال سبيله و هو لا يعرف إن كان فعلا يحلم أم أنها الحقيقة ، و في الجانب الأخر جلست المهرة الجميلة تفكر في هذا اليوم المميز.
أمضى الاثنين ليلهما كل منهما يفكر في الأخر و ينتظران قدوم يوم جديد.
هل يا ترى هو الحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Comments System

Disqus Shortname