بدأت قصة سلحمار مع
الأميرة الجميلة ، من حينها أصبحا لا يفترقا منذ أول لقاء لهما ، يعلمها سلحمار من
أمور الدنيا ما علم ، فقد طابت لها رفقته ، أصبحا يمضيان جل النهار يتحدثان و
يتذكران في مستقبل الأميرة ، لكنه بعد مدة أدرك بفطنته عدم اهتمامها بأمور الحكم،
حتى صارحته في يوم من الأيام أنها لا تحب أمور السياسة و من يتعاطاها، فطلبت منه
أن يحدثها بأمور العامة من الحمير ، كيف يعيشون و ماذا يفعلون؟
فاخبرها سلحمار أن حياتهم بسيطة جدا ، فهم يأكلون من عرق فراقشهم يعملون و يعملون بجد و نشاط دون شكوى أو ملل، لهم في الحياة الرضا و القناعة
فاخبرها سلحمار أن حياتهم بسيطة جدا ، فهم يأكلون من عرق فراقشهم يعملون و يعملون بجد و نشاط دون شكوى أو ملل، لهم في الحياة الرضا و القناعة
، يتوادون بينهم في مجتمعهم الدوني الحماري المزبلاتي مقارنة بحياة الأحصنة
المخملية ، لكنهم رغم ضيق الحال ، فهم سعداء فالقناعة كنز لا يفنى كما تعلمين يا
أميرتي ، استمر سلحمار في الحديث و الفتاة المهرة الجميلة تنصت في اهتمام و قد
شدها حديث معلمها ، استمرا على هذا الحال ساعات طوال حتى داهمهما الوقت ، فاستأذن
سلحمار فانصرف عائدا إلى منزله.
تغيرت حال سلحمار منذ أن تحصل على مكانه في البلاط
السلطاني ، أغدق عليه الملك من الخيرات و رغم ذلك ظل سلحمار على حاله متواضعا
يساعد إخوانه على مصاعب الزمن ، رغم ضيق وقته ، و في طريقه إلى الهوم اي المنزل
حدث معه شيء غريب لم يفهم مغزاه فصورة الأميرة لم تفارق مخيلته، لم يدري سلحمار ما
الذي أصابه فلما دلف إلى منزله نام في الحين .
فلما جاء الصباح انطلق سلحمار يعد الخطى ، إلى البلاط
فلما وصل وجد الفتاة المهرة الجميلة في انتظاره في أبهى حلة ، تلعثم سلحمار في
الكلام فهاته أول مرة تدوخ له القردة و يتبجبج ، تبسمت الفتاة و باغتته قائلة :
" سلحمار أريد أن اطلب منك طلبا و أتمنى أن تحققه لي ".
أجابها سلحمار في خجل :" اؤمريني يا أميرتي سمعا و
طاعة "
فخاطبته : "اليوم ليس لي رغبة في الدراسة و الحديث
أريدك أن تصحبني في جولة خارج أسوار القصر ، أريد أن أرى ما الذي يحصل في الخارج
"
سكت سلحمار برهة ثم أجابها : " يجب أن نطلب الإذن
من جلالته أولا " .
فأجابته : سلحمار أنا واثقة أن والدي لن يوافق ، ففي
الباحة الخلفية يوجد باب يؤدي إلى الخارج عليه حارس لن يخبر أحدا بما جرى
"
و أمام إصرار الأميرة الفتاة المهرة الجميلة لم يملك
سلحمار إلا أن يلبي لها رغبتها ، ربما فكر بقلبه هاته المرة و لم يحسبها بعقله.
انطلق الاثنان و امضيا يومهما بين المروج في الغناء يلعبان و
يمرحان، كان سلحمار سعيدا و يطير من الفرحة فهو لم يتخيل يوما أن يكون برفقة أجمل
مهرة و ارق فتاة رآها في حياته مذ أن كان جحشا صغيرا ، ضحكا كثيرا و تجولا فحدثها
سلحمار عن حياته و طفولته و كيف انه صنع نفسه بنفسه ، أعجبت الفتاة الجميلة بذكاء
سلحمار و حكمته و طيبو بته ، مر اليوم سريعا جدا فعادا أدراجهما إلى البلاط قبل أن
ينكشف أمرهما.
فلما وصلا توادعا ، و انصرف سلحمار إلى حال سبيله و هو
لا يعرف إن كان فعلا يحلم أم أنها الحقيقة ، و في الجانب الأخر جلست المهرة
الجميلة تفكر في هذا اليوم المميز.
أمضى الاثنين ليلهما كل منهما يفكر في الأخر و ينتظران
قدوم يوم جديد.
هل يا ترى هو الحب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق