اخذ
حنين في التحري عن الفاشعي ابن ضرغام النقشبندي ، فعرف الكثير عن أسرار هذا التاجر
الكبير.
فقرر أن و يستولي على أمواله و تجارته ، و حين سؤاله عن الفاشعي علم انه قريبا سيخرج في تجارة و ذلك خلال أربعة أيام.
ظل حنين يفكر كثيرا حتى اهتدى إلى الطريقة التي بها سيحصل على المال الوفير الذي طالما حلم بامتلاكه.
و بعد مرور الأيام الأربعة جهز حنين جواده و حمل ما يلزمه و قليلا من الزاد ، و انطلق قاصدا الصحاري ، و في طريقه قام برمي إحدى خفيه في الطريق التي ستعبرها القافلة ثم انطلق من جديد حتى وصل إلى مكان به بئر تتوقف به القوافل للتزود بالماء ، فترجل عن جواده ثم دس يده في جيبه فاخرج سلاحه السري ، مخ الضبع المعد مسبقا فألقى به في البئر و طرح الخف المتبقي بالقرب منه ثم نصب خيمته بعيدا و جلس ينتظر وصول قافلة النقشبندي و هو يغني منتشيا بنصره المرتقب و بالقرب منه خمره المحبوبة .
انطلق الفاشعي صحبة قافلته المحملة بالغالي و النفيس رفقة خدمه و حشمه و ما هي إلا لحظات حتى وصلوا إلى المكان الذي رمى فيه حنين خفه الأول ، فلمحه الفاشعي فأمر احد خدمه بان يحضر له الخفين ، انطلق بسرعة و عاد لسيده بالخف فاخذ الفاشعي في التحقق من هذا الخف العجيب فتأكد انه فعلا خف حنين الطائر و هو ما أكده له بعض مرافقيه ممن اعتادوا على السهر في خمارة حنين، فرح الفاشعي كثيرا لكن فرحته لم تكتمل فهو لم يعثر على الخف الثاني و من شدة هنقه رمى بالخف بعيدا ، و أكمل مسيرته ينذب حظه العاثر ، واصلوا مسيرهم حتى وصلوا إلى البئر الموعود ليتزودوا بالماء و يروون عطشهم ، من البئر المضبع ، فلما شربوا أصابتهم التدمديمة المتوقعة ثم لمح احدهم الخف الثاني و بدأ يصرخ: مولاي ؛ مولاي لقد وجدت خف حنين، فأعطاه لسيده ، ففرح الضرغام كثيرا و تذكر انه رمى الخف الأول، و بما أنهم كانوا جميعا مضبعين اطرقوا عائدين و تركوا القافلة بدون رقيب ، جل هذا و حنين يرمقهم من بعيد و الابتسامة لا تفارق محياه ، فلما ابتعدوا عن القافلة انطلق حنين بسرعة و هو يكاد يتير من شدة الفرح فاخذ الجمال بما حملت ؛ و بعدما تصرف في حمولتها في السوق السوداء ، عاد إلى داره محملا بأكوام الذهب و الفضة ، فلما وصل إلى القبيلة تناهى إلى مسامعه أن الفاشعي أصابته لوثة وداخت له القردة ، و هو جالس في السوق يصرخ يا ناس لقد عدت بخفي حنين ؛لقد عدت بخفي حنين.
فلما حضر حنين اخذ منه حنين الخفين أمام الجميع قائلا :الكا الكا الخفان لي .
و استمر حنين في النصب على العباد حتى تضخمت ثروته و فاقت شهرته في ذاك الزمان شهرة الملوك.
إذن فحنين هو جد النصابة المحتالين، لكن ترقبوا ظهور قاهر حنين هذا إنه الرحالي الأكبر
هامش
الكا : كلمة عربية أصلها، لقي أي قد وجد...و تقال للتشفي في إنسان أصابه مكروه
فقرر أن و يستولي على أمواله و تجارته ، و حين سؤاله عن الفاشعي علم انه قريبا سيخرج في تجارة و ذلك خلال أربعة أيام.
ظل حنين يفكر كثيرا حتى اهتدى إلى الطريقة التي بها سيحصل على المال الوفير الذي طالما حلم بامتلاكه.
و بعد مرور الأيام الأربعة جهز حنين جواده و حمل ما يلزمه و قليلا من الزاد ، و انطلق قاصدا الصحاري ، و في طريقه قام برمي إحدى خفيه في الطريق التي ستعبرها القافلة ثم انطلق من جديد حتى وصل إلى مكان به بئر تتوقف به القوافل للتزود بالماء ، فترجل عن جواده ثم دس يده في جيبه فاخرج سلاحه السري ، مخ الضبع المعد مسبقا فألقى به في البئر و طرح الخف المتبقي بالقرب منه ثم نصب خيمته بعيدا و جلس ينتظر وصول قافلة النقشبندي و هو يغني منتشيا بنصره المرتقب و بالقرب منه خمره المحبوبة .
انطلق الفاشعي صحبة قافلته المحملة بالغالي و النفيس رفقة خدمه و حشمه و ما هي إلا لحظات حتى وصلوا إلى المكان الذي رمى فيه حنين خفه الأول ، فلمحه الفاشعي فأمر احد خدمه بان يحضر له الخفين ، انطلق بسرعة و عاد لسيده بالخف فاخذ الفاشعي في التحقق من هذا الخف العجيب فتأكد انه فعلا خف حنين الطائر و هو ما أكده له بعض مرافقيه ممن اعتادوا على السهر في خمارة حنين، فرح الفاشعي كثيرا لكن فرحته لم تكتمل فهو لم يعثر على الخف الثاني و من شدة هنقه رمى بالخف بعيدا ، و أكمل مسيرته ينذب حظه العاثر ، واصلوا مسيرهم حتى وصلوا إلى البئر الموعود ليتزودوا بالماء و يروون عطشهم ، من البئر المضبع ، فلما شربوا أصابتهم التدمديمة المتوقعة ثم لمح احدهم الخف الثاني و بدأ يصرخ: مولاي ؛ مولاي لقد وجدت خف حنين، فأعطاه لسيده ، ففرح الضرغام كثيرا و تذكر انه رمى الخف الأول، و بما أنهم كانوا جميعا مضبعين اطرقوا عائدين و تركوا القافلة بدون رقيب ، جل هذا و حنين يرمقهم من بعيد و الابتسامة لا تفارق محياه ، فلما ابتعدوا عن القافلة انطلق حنين بسرعة و هو يكاد يتير من شدة الفرح فاخذ الجمال بما حملت ؛ و بعدما تصرف في حمولتها في السوق السوداء ، عاد إلى داره محملا بأكوام الذهب و الفضة ، فلما وصل إلى القبيلة تناهى إلى مسامعه أن الفاشعي أصابته لوثة وداخت له القردة ، و هو جالس في السوق يصرخ يا ناس لقد عدت بخفي حنين ؛لقد عدت بخفي حنين.
فلما حضر حنين اخذ منه حنين الخفين أمام الجميع قائلا :الكا الكا الخفان لي .
و استمر حنين في النصب على العباد حتى تضخمت ثروته و فاقت شهرته في ذاك الزمان شهرة الملوك.
إذن فحنين هو جد النصابة المحتالين، لكن ترقبوا ظهور قاهر حنين هذا إنه الرحالي الأكبر
هامش
الكا : كلمة عربية أصلها، لقي أي قد وجد...و تقال للتشفي في إنسان أصابه مكروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق